• الساعة الآن 02:10 AM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ما هي قاذفة الشبح الأمريكية "بي-2" التي تعول عليها إسرائيل لإنهاء النووي الإيراني؟

news-details

 

ما هي قاذفات بي-2 الأمريكية؟ ما هي قدراتها؟ وهل تستطيع القضاء على أحلام إيران النووية؟ أسئلة وتكهنات أخرى تطرح بكثافة مؤخرا في ظل اللهجة العدائية لترامب حيال الجمهورية الإسلامية.

إذ إن هذه الطائرات الحربية قادرة على لعب دور محوري وحتى حاسم لو قررت الولايات المتحدة الانخراط مباشرة الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران منذ 13 يونيو/حزيران.

في هذا السياق، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الأربعاء إن قواته مستعدة لتنفيذ أي قرار يتخذه ترامب بشأن إيران، مضيفا أنه كان ينبغي لطهران أن تستجيب لدعوات إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي قبل بدء الضربات الإسرائيلية.

منشأة فوردو تحت رحمة قاذفة "بي-2"؟ 

ولعل سبب السعي والإلحاح الإسرائيلي وراء التدخل الأمريكي بمواجهة إيران هو مسألة واحدة: فوردو. تقع هذه المنشأة النووية على بعد 150 كيلومترا جنوب طهران، وهي مدفونة كلية في أعماق الأرض وبمنطقة جبلية.

لفهم القلق الإسرائيلي بخصوص هذه المنشأة، قال معهد دراسات الحرب في تقرير إن تل أبيب "إذا لم تجعل محطة فوردو لتخصيب الوقود غير صالحة للعمل، فستكون إيران قادرة على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع تسعة أسلحة نووية بحلول نهاية الشهر الأول، باستخدام مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة".

زادت تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الخميس الطين بلة، حيث قالت إن إيران قادرة على صنع قنبلة نووية "خلال أسبوعين". مضيفة بأن طهران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي. كل ما يحتاجون إليه (الإيرانيون) هو قرار من المرشد الأعلى [ آية الله علي خامنئي] للقيام بذلك، وسيستغرق إنجاز صنع ذاك السلاح أسبوعين".

في المقابل، سخرت إيران من الإدارة الأمريكية وأعلنت مساء نفس اليوم عن نقل المواد النووية المخصبة إلى "مكان آمن". وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي في كلمة متلفزة: "قصفت إسرائيل نطنز وأصفهان وخندب وآراك، لكن تم إجلاؤها [المواد النووية] بالفعل". مضيفا: "تم نقل جميع المواد إلى مكان آمن".

في الواقع، وإدراكا منها بأنها غير قادرة على تدمير منشأة مثل فوردو، التي تقع على عمق كبير تحت الأرض (ما بين 80 و90 مترا) وهي جد حيوية للبرنامج النووي الإيراني، تطالب الدولة العبرية من واشنطن إنجاز المهمة غير المستحيلة تماما بالنسبة إلى طائرات نورثروب غرومان "بي-2" سبيرت، لكن العصية (صممت قنبلة جي-بي-يو-57 لاختراق عمق 61 مترا قبل أن تنفجر).

 

ما هي قدرات قاذفة "بي-2"؟

تعد قاذفة "بي-2" سبيريت متعددة الأدوار، حسب الموقع الرسمي للقوات الجوية الأمريكية، قادرة على إطلاق ذخائر تقليدية ونووية. تتميز بمرونة الاختراق وتمنحها خصائصها الشبحية قدرة على اختراق أكثر الدفاعات تطورا وتهديد المواقع الأكثر تحصينا. أبرز خصائصها:

 

الوظيفة الرئيسية: قاذفة ثقيلة متعددة الأدوار.

المحرك: أربع محركات من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100.

قوة الدفع: 17,300 رطل لكل محرك أكثر من 7 آلاف كلغ.

المسافة بين الجناحين: 52,12 مترا.

الطول: 20,9 مترا.

الارتفاع: 5,1 مترا.

الوزن: 72,575 كلغ.

سعة الوقود: 75,750 كلغ

الحمولة: 18,144 كلغ.

السرعة: فرط صوتية.

المدى: عابرة للقارات.

التسليح: أسلحة تقليدية أو نووية.

الطاقم: طياران.

التكلفة: حوالي 1,157 مليار دولار أمريكي (أسعار 1998)، حاليا: 2,1 مليار دولار، مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق حسب رويترز.

التشغيل في أبريل/نيسان 1997.

وإضافة إلى دقتها، "تملك الولايات المتحدة قنابل قوية للغاية مصممة خصيصا لتدمير المنشآت المحصنة تحت الأرض، مثل فوردو، لا تملكها إسرائيل. حمولة، بكل بساطة، لا يمكن أن نقلها سوى على متن قاذفات بي-2"، حسبما أوضح سيم تاك محلل عسكري.

وتسمح حمولتها التي تزيد عن 18 ألف كلغ لها بنقل ترسانة واسعة من الأسلحة التقليدية والنووية. كما صممت مخازن الأسلحة الداخلية للقاذفة تحديدا للحفاظ على خصائص التخفي مع استيعاب حمولات كبيرة يمكن أن تشمل قنبلتين من طراز جي.بي.يو-57 إيه/بي (موب) الخارق للتحصينات ودقيق التوجيه. تزن القنبلة الواحدة 30 ألف رطل ما يعادل أكثر من 13 ألف كلغ.

وتعتبر قاذفة "بي-2" سبيريت جوهرية في الثالوث النووي الأمريكي خصوصا لقدرتها على حمل أسلحة نووية استراتيجية بدقة وقدرة منقطعة النظير. يمكنها حمل قرابة 16 قنبلة نووية من طراز بي-83.

كما أن هناك ميزتين رئيسيتين تجعلان قاذفة "بي-2" بمثابة المرشح المثالي لا بل الوحيد لإنجاز هذه المهمة: تدمير منشأة فوردو. أولا: هي من الطائرات الحربية النادرة في الأسطول الجوي الأمريكي القادرة على حمل هذه القنابل الضخمة عالية الاختراق والتي يبلغ وزنها 13,600 كلغ. في هذا السياق، يقول إيان هوروود مؤرخ متخصص في الشؤون العسكرية الأمريكية بجامعة سانت جون في يورك ببريطانيا: "حتى نكون دقيقين، لدى قاذفة "بي-2" متسع يكفي لنقل حتى اثنتين منها [القنابل الخارقة للتحصينات]".

نظريا، يمكن لقاذفات أخرى مثل القاذفة الشهيرة "بي-52" إتمام هذا النوع من المهام. لكن "الأمريكيين لا يفكرون بإرسال مثل هذه الطائرة التي يمكن رصدها بسهولة"، بحسب فرانك ليدويدج متخصص في المسائل العسكرية بجامعة بورتسموث في بريطانيا. على النقيض، تملك "بي-2" ميزة هامة إضافية حيث إنها "على الأرجح قاذفة قنابل شبحية، الأكثر قدرة على التخفي في الأسطول الجوي الأمريكي"، يؤكد هوروود.

 

من رادعة نووية إلى قاذفة قنابل عملاقة

لا تنفك الولايات المتحدة تعزز قدرة هذه القاذفة "التي بدأت تصبح قديمة" على التخفي عن الرادارات لدرجة تجعلها شبه خفية، وفق ما يشير هوروود. إلا أنها "بدأت تفقد بريقها"، قفقد دخلت القاذفة "بي-2" الخدمة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وصُممت لتكون القاذفة الأطول مدىً في سلاح الجو الأمريكي. يوضح إيان هوروود أيضا: "كان من المفترض أن تكون جزءا من الردع النووي، وأن تكون القاذفة الوحيدة القادرة على الوصول إلى الاتحاد السوفياتي انطلاقا من الولايات المتحدة لإسقاط قنابلها".

غير أنها لم تستخدم لأول مرة سوى بعد انتهاء الحرب الباردة. في هذا الصدد، أوضح فرانك ليدويدج: "تعود مهمتها الأولى إلى حرب كوسوفو عام 1999. حيث حققت الرقم القياسي لأطول عملية جوية من حيث المسافة، لأنها انطلقت من الولايات المتحدة لقصف يوغوسلافيا سابقا".

يضيف ليدويدج: "لاحقا، تم نشر هذه القاذفة خلال معظم النزاعات التي شاركت فيها الولايات المتحدة، سواء في ليبيا، في العراق وأيضا في أفغانستان". ومن ثم، يمكن اعتبارها كواحدة من أثمن رؤوس حربة القوة الجوية الأمريكية، على الرغم من عددها القليل: 19 قاذفة فقط. كما يقول هذا الخبير إنه ومع مرور الوقت "أصبحت قاذفة بي-2 بمثابة الطائرة الأيقونة التي تقحمها الولايات المتحدة في مسرح العمليات لإظهار عزيمتها".

على أي حال، باتت هذه القاذفة التي اكتسبت سمعة مرموقة في الأجواء، رادعا حقيقيا تُمكِن للدبلوماسية الأمريكية المراهنة عليه. يشرح جاستن برونك كبير المحللين المتخصصين في قضايا الطيران العسكري بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): "حين يتم نشرها في قواعد خارج الولايات المتحدة، يكون ذلك بمثابة الإشارة، أو حتى التحذير. مثلا، تم إرسال ست قاذفات من طراز بي-2 في أبريل/نيسان الماضي إلى القاعدة الأمريكية في دييغو غارسيا [بالمحيط الهندي، ملاحظة المحرر]، وكان ذلك بمثابة التهديد للحوثيين في اليمن".

شارك الخبر: