أخبار اليمن

النقار  - خاص

أصبحت مناصب شركة الغاز بصنعاء منذ تكليف ياسر الواحدي قائماً بأعمال المدير التنفيذي للشركة منتصف العام 2023 حكراً على شِلّل مقربة منه، فيما جرى إقصاء قيادات الشركة المؤهلة وتحويلهم إلى "عمالة فائضة"، ولم تعد حتى مكاتب الشركة تتسع لحضورهم.

وأفاد "النقار" مصدرٌ في شركة الغاز بصنعاء، أن الواحدي المدعوم من مدير مكتب الرئاسة بصنعاء أحمد حامد، والمرضي عنه من قبل وزير الداخلية عبد الكريم الحوثي، لم يكتفِ بتسليم الشركة لوافدين من خارجها، بل بات يوظّف في الإدارة العامة للشركة والفروع بموجب توجيهات تأتيه من نافذين، أبرزهم حامد وعبد الكريم الحوثي، على حساب موظفي الشركة الذين أصبح الكثير منهم مقصيين في منازلهم.

وكشف لـ"النقار" مصدر عامل في الشركة أن الواحدي سلّم مفاصل الشركة لمقرّبين منه تم استقدامهم من خارج الشركة، منهم أربعة من عائلة واحدة. أولهم أمين الشباطي الذي استقدمه من شركة النفط، وأصبح بمثابة نائبه دون تعيين رسمي، لكنه يمتلك صلاحيات واسعة في إدارة جميع دوائر الشركة وتوجيه فروعها.

وأكد المصدر أن الواحدي عيّن مرافقه خليل الشباطي مديراً لإدارة المحطات في الشركة، عوضاً عن قيامه بإدارة الدائرة التجارية وتنسيق العلاقات مع تجار الغاز، ومن خلاله تتم الكثير من صفقات الفساد.

وأشار المصدر إلى أن عامل تعبئة مقطورات الديزل بالحديدة، سعد الشباطي، استقدمه الواحدي من شركة النفط وعيّنه نائب مدير مشروع رأس عيسى للغاز، ليصبح الآمر الناهي في المشروع، حتى انه استقدم  عمال من أقاربه ليحلوا بدلا عن العمال من أبناء محافظة الحديدة.

ووفقا للمصدر، وظف الواحدي شخص يدعى عمرو خالد الشباطي في دائرة الجودة بالشركة قبل أن يعينه مندوباً للشركة لدى شركة "الحظاء"، والذي صار يُكلّف بشكل شبه مستمر برئاسة فرق التفتيش الميدانية على محطات القطاع الخاص.

وأكد لـ"النقار" مصدر نقابي في شركة النفط أن مدير مكتب الواحدي، شوقي الصلوي، الذي استقدمه من شركة النفط، أصبح إلى جانب عمله مديراً لدائرة الموارد البشرية، فضلاً عن كونه عرّاب الصفقات التجارية والمشتريات المشبوهة داخل الشركة، والتي يتم إضفاء الصبغة القانونية عليها من قبل ماجد الكولي، مدير الشؤون القانونية المستقدم من شركة النفط، ونائبه نور الدين الرّيمي الذي وظّفه الواحدي قبل أكثر من عام.

والمثير للغرابة، أن مدير أمن شركة الغاز، العقيد سعيد الشريف، أصبح مديراً لدائرة المنشآت والاستثمار في الشركة، رغم كونه منتسباً لوزارة الداخلية، وفق ما أفاد به لـ"النقار" مصدر يعمل في سكرتارية الشركة التي تم الاستغناء عن أغلب موظفيها. لافتاً إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ انتدب الواحدي فواز الوزير من شركة النفط وعيّنه مديراً لدائرة الرقابة التموينية.

وقال لـ"النقار" مصدر في أمانة العاصمة صنعاء إن المعتصم حمود عباد، نجل أمين العاصمة الذي كان يرافق والده، تم توظيفه في شركة الغاز، وعُيّن قبل توظيفه رسمياً نائباً لمدير دائرة الجودة، وهو ما أكده لـ"النقار" مصدر في الدائرة نفسها.

كما كشف لـ"النقار" مصدران في الشركة، أحدهما نقابي، إن الواحدي يتصرف في شركة الغاز مدعوماً بنفوذ أحمد حامد وقيادات نافذة في الجماعة، خصوصاً تلك التي باتت تستثمر في استيراد الغاز.

وأكد المصدر النقابي أن الطاقم الذي كان يدير به الواحدي شركة النفط التي أُقيل منها بعد قضايا فساد في العام 2022، هو نفسه الذي أصبح يدير به شركة الغاز، منوهاً إلى أن الأمر وصل به حد تعيين صهره عمران الضمبري مديراً لإدارة النظم والأتمتة في الشركة، رغم أنه لا علاقة له بهذا الجانب.

وكشف لـ"النقار" مدير دائرة سابق في شركة الغاز، تم الاستغناء عنه، أن الواحدي استقدم دارس الجبوبي، الموظف في وزارة النفط، وعيّنه مديراً إدارياً للشركة.

وأضاف أن الواحدي عيّن مؤخراً أحمد العصفي نائباً لمدير دائرة المنشآت في الشركة، رغم أنه لم يكن موظفاً فيها، وإنما فُرض عليه من قبل أحد موردي الغاز، بتوصية من أحمد حامد.

وأكد أن شركة الغاز بصنعاء باتت مهددة بالانهيار بفعل تفشي الفساد والمحسوبية فيها، مشيراً إلى أنها أصبحت بمثابة مكتب علاقات لموردي الغاز من نافذي الجماعة، وتدار بكوادر غير مؤهلة، وما لم يتم تدارك الأمر، فلا غرابة أن نسمع يوماً ما أن الشركة انهارت.