قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين إن إسرائيل على علم بأن إيران تجري "تدريبات" في الآونة الأخيرة، مضيفاً أن أنشطة طهران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.ولم يدل نتنياهو بمزيد من المعلومات عن إشارته إلى التدريبات الإيرانية، إلا أنه قال إن "التوقعات الأساسية من إيران لم تتغير".في سياق متصل قال نتنياهو إن إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الأمني مع اليونان وقبرص، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس في القدس.وقال نتنياهو أيضاً إن الدول الثلاث تعتزم المضي قدماً في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهو مبادرة لربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط بحراً وبراً.
إيران: للدفاع عن النفس
في المقابل قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين إن الصواريخ التي تصممها إيران هدفها الدفاع عن النفس وردع أي هجوم، مشدّدة على أن برنامجها الصاروخي "ليس محلّ تفاوض"، في وقت يصف مسؤولون إسرائيليون هذه الصواريخ بأنها مصدر تهديد.
وقال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران إن "برنامج الصواريخ الإيرانية صُمم للدفاع عن الأراضي الإيرانية، لا ليكون محلّ تفاوض"، وأضاف "بالتالي، فإن القدرات الدفاعية الإيرانية المصممة لردع أي معتد، ليست مطروحة للنقاش".
وتعرب الولايات المتحدة عن قلقها من تقدم برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، وتتهم إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط لا سيما وأن إسرائيل تقع تحت مدى هذه الصواريخ.
وبحسب شبكة "أن بي سي" الأميركية، يتخوف المسؤولون الأميركيون أكثر فأكثر من توسع البرنامج الصاروخي الإيراني، ونقلت الشبكة السبت عن مصادر لم تسمّها أن مسؤولين يستعدون لإعلام الرئيس دونالد ترمب "بالخيارات المتاحة لشنّ هجوم جديد" على إيران.
ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة في الـ29 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، للقاء ترمب، بحسب ما أعلن متحدث باسم مكتبه لوكالة الصحافة الفرنسية مطلع الشهر.
إلى ذلك قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، عن شهود ومصادر لم تذكرها بالاسم، إن مناورات صاروخية أُجريت في عدة مدن اليوم الاثنين في ثاني مناورات من نوعها خلال شهر.
ونشرت قناة "نورنيوز" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عبر تطبيق "تيليغرام"، مقاطع فيديو لما بدا أنها "عمليات إطلاق صواريخ، دون تحديد مكانها".
وذكرت التقارير أن عمليات الإطلاق جرت من كل من طهران وأصفهان ومشهد.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة مقاطع الفيديو.
وفي وقت لاحق من اليوم الاثنين نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن "مصادر مطلعة" نفيها لاختبار الصواريخ، وقالت إن الصور المتداولة كانت "لطائرات على ارتفاعات عالية". ولم يتم تقديم أي توضيح بشأن التقارير المتضاربة.
وذكرت شبكة "إن. بي. سي" أن مسؤولين إسرائيليين عبروا عن قلقهم من أن إيران تعيد بناء مواقع التخصيب نووي التي قصفتها الولايات المتحدة في يونيو (حزيران)، وأنهم يستعدون لعرض خيارات على الرئيس ترمب بشأن مهاجمة برنامج الصواريخ مجدداً.
وأجرت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في وقت سابق من هذا الشهر مناورات استمرت يومين بهدف التصدي للتهديدات الأجنبية، حيث أطلقت صواريخ باليستية وصواريخ كروز على أهداف وهمية.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، تواجهت إسرائيل وإيران في حرب امتدت 12 يوماً، بعدما شنّت إسرائيل هجوماً لم يسبق له مثيل على مواقع عسكرية ونووية ومناطق سكنية أيضاً في الجمهورية الإسلامية.
وأسفرت تلك الغارات والضربات عن مقتل نحو ألف شخص في إيران، بحسب السلطات، وشاركت الولايات المتحدة في الهجوم مستهدفة مواقع نووية إيرانية.
في المقابل، أقرت إسرائيل بتعرض أراضيها لأكثر من 50 إصابة بصواريخ إيرانية، أسفرت عن مقتل 28 شخصاً.
وتمتلك إيران، الخاضعة لعقوبات قاسية، ترسانة من الأسلحة المصنوعة محلياً، من الدفاعات الجوية والصواريخ وصولاً إلى الطائرات المسيّرة.