يلتقي فولوديمير زيلينسكي دونالد ترمب اليوم الأحد داخل فلوريدا للبحث في قضية أوكرانيا ومحاولة الحصول على موافقة الرئيس الأميركي على النسخة الأخيرة من خطة السلام، الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ نحو أربعة أعوام.
وقال الرئيس الأميركي لموقع "بوليتيكو" أول من أمس الجمعة إن نظيره الأوكراني الذي يصل حاملاً معه أحدث مقترحاته في شأن القضية الشائكة المتعلقة بتقاسم الأراضي، "لا يملك أي شيء حتى أوافق أنا عليه".
مع ذلك، بدا دونالد ترمب واثقاً في نتائج المحادثات، قائلاً "أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه. وأعتقد أنها ستسير على ما يرام مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين"، الذي يعتزم التحدث معه "قريباً".
وسيستقبل دونالد ترمب فولوديمير زيلينسكي عند الساعة 13:00 بالتوقيت المحلي (18:00 ت غ) في منتجع مارالاغو. وأصبح هذا المقر الخاص في بالم بيتش، حيث يمضي الرئيس الجمهوري البالغ 79 سنة عطلته، بمثابة ملحق للبيت الأبيض.
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أوكرانيا ليست في عجلة من أمرها لتحقيق السلام، وإذا لم ترغب في حل الصراع سلمياً فستحقق موسكو جميع أهدافها بالقوة.
جاءت تصريحات بوتين أمس السبت التي نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (تاس)، في أعقاب هجوم روسي واسع النطاق بطائرات مسيرة وصواريخ، رد عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائلاً إن موسكو تظهر رغبتها في مواصلة الحرب بينما تريد كييف السلام.
ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق على تصريحات بوتين. وقال الكرملين خلال وقت سابق عبر تطبيق "تيليغرام" إن القادة العسكريين أبلغوا بوتين خلال تفقده أحد مراكز قيادة القوات المسلحة بأن القوات الروسية سيطرت على بلدات ميرنوهراد ورودينسكي وأرتيميفكا في منطقة دونيتسك الأوكرانية، وكذلك على بلدتي هولايبول وستيبنوهيرسك داخل منطقة زابوريجيا.
ولكن الجيش الأوكراني قال إن قواته تتصدى لمحاولات روسية للتقدم في محيط ميرنوهراد وهولايبول، واصفاً تأكيدات موسكو في شأنهما بأنها كاذبة. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية ضمن بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الوضع في البلدتين لا يزال "صعباً" ولكن القوات الأوكرانية لا تزال تنفذ "عمليات دفاعية".
استهداف أي قوات
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نشرتها وكالة "تاس" الحكومية للأنباء اليوم الأحد إن أي وحدات عسكرية أوروبية يجري نشرها في أوكرانيا ستصبح أهدافاً مشروعة للقوات المسلحة الروسية.
واتهم لافروف من دون تقديم أدلة الساسة الأوروبيين بأنهم مدفوعون "بأطماع" في علاقاتهم مع كييف متجاهلين مصالح شعب أوكرانيا وشعوب دولهم.
وتلقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي عرج على مدينة هاليفاكس الكندية أمس السبت في طريقه إلى فلوريدا دعماً قوياً من الأوروبيين وكندا عشية اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وكانت روسيا شنت في الساعات الأولى من صباح أمس السبت وقبيل انطلاق زيلينسكي في رحلته إلى كندا والولايات المتحدة ضربات مكثفة استهدفت العاصمة كييف ومحيطها، مما أسفر عن مقتل شخصين.
واعتبر زيلينسكي أن الهجوم الروسي على كييف يظهر أن روسيا "لا تريد إنهاء الحرب".
وعقد زيلينسكي في كندا اجتماعاً عبر الفيديو مع قادة أوروبيين ندد خلاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الموجة الجديدة من الضربات الروسية" التي رأى فيها "تناقضاً صارخاً بين رغبة أوكرانيا في بناء سلام دائم وإصرار روسيا على إطالة أمد الحرب".
وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس السبت أن زيلينسكي يحظى "بالدعم الكامل" من القادة الأوروبيين وكندا قبيل لقائه المقرر في اليوم التالي الرئيس الأميركي.
وذكر أن جهود الأوروبيين وكندا من أجل "سلام دائم وعادل في أوكرانيا" سيتم تنفيذها "بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة".
وحدة أراضي أوكرانيا
أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فشددت عبر منصة "إكس" عقب اللقاء بين زيلينسكي والقادة الأوروبيين، على ضرورة أن يكون السلام "عادلاً ودائماً ويصون سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
ورأى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أثناء استقباله زيلينسكي في نوفا سكوتيا، أن تحقيق سلام "عادل ودائم في أوكرانيا ممكن"، لكنه شدد على أن "هذا يتطلب استعداداً روسياً للتعاون"، مديناً "همجية" الضربات الروسية على العاصمة الأوكرانية ليل الجمعة - السبت.
ويتوقع أن تركز محادثات الرئيسين الأوكراني والأميركي على "المسائل الحساسة" المتمثلة في مصير منطقة دونباس الأوكرانية والضمانات الأمنية الغربية لكييف في إطار المفاوضات المتعلقة بالخطة الأميركية الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات مع روسيا.
يأتي هذا بعد استهداف روسيا ليل الجمعة - السبت لأوكرانيا بأكثر من 519 مسيرة أسقط 474 منها، و40 صاروخاً أسقط 29 منها.
وأسفرت هذه الضربات التي استهدفت كسابقاتها البنى التحتية للطاقة عن مقتل شخصين وإصابة نحو 40 في كييف ومحيطها، بحسب ما أفادت السلطات المحلية.
وأعلنت شركة الكهرباء DTEK أن هذه الضربات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل، وأن تصليحات تجرى لإعادة التغذية إلى ما كانت عليه.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في الوقت نفسه عن إسقاط أكثر من 230 طائرة مسيرة أوكرانية فوق روسيا السبت.
وادعى الجيش الروسي الذي كثف تقدمه على الجبهة في الأشهر الأخيرة أنه استولى على مدينة ميرنوغراد بمقاطعة دونيتسك (شرقاً) ومدينة غوليابولي في منطقة زابوريجيا (جنوباً).
الأمور ستسير على ما يرام
سيناقش زيلينسكي وترمب في فلوريدا الخطة الأميركية لإنهاء الحرب التي قدمتها واشنطن قبل نحو شهر. وكشف الرئيس الأوكراني هذا الأسبوع عن نسخة منقحة منها بعد مفاوضات شاقة.
وتدعو الخطة الجديدة المعدلة إلى تجميد خط المواجهة الحالي من دون تقديم حل فوري لمطالب روسيا التي تشمل السيطرة على أراضٍ تشكل أكثر من 19 في المئة من أوكرانيا.
وأسقطت الوثيقة الجديدة مطلبين رئيسين للكرملين: انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة دونيتسك (شرق) والتزام أوكرانيا عدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
لذلك يبدو من غير المرجح أن توافق روسيا على المقترح الجديد.
واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أول من أمس الجمعة كييف وحلفاءها الأوروبيين بالسعي إلى "نسف" المفاوضات، داعياً إلى العودة إلى النسخة السابقة، وإلا "لن يتم التوصل إلى أي اتفاق".