• الساعة الآن 06:29 PM
  • 27℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الجيش السوداني يبدأ المرحلة الثانية من عملياته العسكرية في كردفان

news-details

شرع الجيش السوداني في المرحلة الثانية من عملياته العسكرية، عقب استعادته تأمين الحدود بين ولاية الخرطوم من ناحية مدينة أم درمان وولاية كردفان، بشن غارات جوية مكثفة وعنيفة عبر طيرانه المسير على مواقع وتمركزات قوات "الدعم السريع" في مناطق متفرقة بشمال كردفان وغربها، وذلك لفتح الطريق أمام قواته المتحركة من محاور عدة لاستعادة بقية مدن إقليم كردفان، وصولاً إلى دارفور التي تسيطر "الدعم السريع" على أربع من ولاياته (جنوب، وغرب، ووسط، وشرق دارفور)، ما عدا شمال دارفور (الفاشر) التي تشهد حصاراً محكماً لأكثر من عام تسبب في أوضاع إنسانية مأسوية وموجة نزوح مستمرة.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش يقوم بعمليات تمشيط واسعة في مناطق غرب أم درمان وجنوبها، بما في ذلك قرى الجموعية عقب سيطرته الكاملة عليها الإثنين، وإعلان ولاية الخرطوم خالية من عناصر "الدعم السريع".

وقال قائد منطقة جبل أولياء العسكرية اللواء السماني الطيب إن المنطقة أصبحت آمنة وبإمكان سكانها العودة فوراً، منوهاً بأن الطريق الغربي أصبح ممهداً عقب التقاء جيشي أم درمان وولاية النيل الأبيض.

في الأثناء أعلنت حكومة ولاية النيل الأبيض خلو الولاية من عناصر قوات "الدعم السريع"، عقب تحرير الفرقة 18 مشاة الواقعة في محلية أم رمتة والتابعة للجيش.

اختراق أمني

قال الباحث في الشؤون العسكرية محمد مقلد لـ"اندبندنت عربية"، إن "سيطرة الجيش على مناطق غرب أم درمان وجنوبها، بخاصة صالحة، جاءت نتيجة اختراق أمني واستخباري للأخير للقيادات الوسطى والصغرى لقوات الدعم السريع الموجودة في المواقع المتقدمة بالميدان من خلال أجهزة الاتصال، إذ خدعوا بصدور تعليمات بانسحابهم من المعركة، مما أحدث ربكة في صفوف المقاتلين".

وحذر مقلد من أن "انسحاب الدعم السريع من جنوب أم درمان وغربها سيعزز من الضغط على قوات الجيش في مناطق شمال كردفان وغربها بخاصة الخوي والأبيض، في ظل وجود المسيرات الاستراتيجية التي جرى حشدها ومشاركتها بفعالية في المعارك".

محور كردفان

في محور كردفان نفذ طيران الجيش المسير غارات جوية مكثفة استهدفت تمركزات "الدعم السريع" بمناطق شمال وغرب، وبحسب مصادر عسكرية فإن الطيران المسير دمر مركبات قتالية بكامل عتادها تتبع للقوات المتمردة بطريق النهود بولاية غرب كردفان الواقع شرق المدينة مع تحييد جميع طاقمها، إذ كانت تعمل على الاستطلاع بالطريق.

كما شن طيران الجيش المسير غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عدة بمدينة بارا بشمال كردفان، فضلاً عن تدمير أهداف لميليشيات "الدعم السريع" بمدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان.

وأشارت تلك المصادر إلى أن الجيش ممثلاً في الفرقة 14 مشاة كادقلي بولاية جنوب كردفان صد هجوماً واسعاً شنته قوات الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو مدعومة بعناصر من "الدعم السريع" على منطقة كيقا الخيل الواقعة بجبال النوبة بالولاية نفسها، وذلك بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل 84 من المهاجمين، بينما فر من تبقى منهم تاركين جثث القتلى والجرحى في أرض المعركة، بينما قتل ثلاثة أفراد من الجيش وأصيب تسعة آخرون.

ويعد هذا الهجوم الثالث من نوعه على المنطقة والأعنف، من حيث عدد القتلى وحجم الخسائر في العتاد.

محور دارفور

تواصلت المواجهات المتقطعة بين الجيش و"الدعم السريع" في مدينة الفاشر التي تشهد وضعا بائساً في كل جوانب الحياة، بسبب الحصار المحكم عليها منذ أبريل (نيسان) 2024، في حين اتفقت لجنة إسناد وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، ولجنة ممثلي الأطباء العموميين العاملين بمستشفيات الفاشر على استئناف العمل بصورة كلية اعتباراً من أمس الأربعاء، وذلك بتقديم الخدمات الطبية والصحية للمرضى بالمستشفيات، عقب توقف الأطباء العموميين عن العمل بصورة جزئية خلال الأيام الماضية إلا للحالات الطارئة.

وجاء توقف الكوادر الطبية من العموميين، بحسب شبكة أطباء السودان، بسبب تدهور بيئة العمل وغياب أبسط المعينات الطبية وتدني الحوافز بجانب غياب التأمين للوحدات العلاجية.

وأكدت الشبكة مشروعية المطالب المدفوعة من الكوادر الطبية العاملة بمدينة الفاشر لتنبيه السلطات المحلية والمنظمات الإقليمية والدولية لانهيار القطاع الصحي، بسبب طول أمد الحصار الذي تفرضه "الدعم السريع" الذي لم تستطع المنظمات الإقليمية والدولية كسره، وفتح مسار إنساني وشريان لإنقاذ أكثر من مليون مواطن بالمدينة.

وطالبت الشبكة السلطات المحلية الالتفات لقضايا الأطباء وتوفير المطلوبات والمعينات الطبية للعمل وتوفير الحماية اللازمة لهم، وأعربت عن أسفها للتقصير الدولي والإقليمي وعجزه عن تحريك جسر جوي متفق عليه لإسقاط الغذاء والدواء بسبب الحصار المفروض، مشيرة إلى معاناة أكثر من 350 ألف طفل من سوء التغذية، فيما تعاني أكثر من 50 ألف امرأة من تبعات الحمل وسوء التغذية.

تفشي الأمراض

إلى ذلك تشهد منطقة جنوب الحزام الواقعة جنوب العاصمة الخرطوم تفشياً واسعاً للكوليرا وحمى الضنك، وسط انعدام الخدمات الصحية وغياب الكوادر الطبية.

ووفقاً للمتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام أحمد فاروق فإن الغرفة رصدت زيادة في معدلات الإصابة بالكوليرا بلغت 83 حالة، بينها حالتا وفاة خلال أسبوع واحد، بينما بلغ عدد حالات الإصابة بحمى الضنك 45 حالة، علاوة على حالات عديدة بالملاريا الحبشية.

 

وتعاني مناطق واسعة من ولاية الخرطوم أزمة في إمدادات المياه، دفعت السكان إلى استخدام مياه من مصادر غير آمنة، مثل الآبار السطحية أو المياه المسحوبة من النيل مباشرة، مما يساعد في تفشي الأمراض على نطاق واسع.

واستأنفت منظمة أطباء بلا حدود في الـ10 مايو (أيار) الجاري، نشاطها في مستشفى بشائر بجنوب الحزام لمكافحة تزايد حالات الكوليرا، إذ جهزت وحدة تتسع لـ20 سريراً لاستقبال المرضى بعد توفر الإمدادات الطبية في المرفق.

تأجيل امتحانات الشهادة

أعلنت وزارة التربية والتعليم في السودان تأجيل امتحانات الشهادة السودانية لعام 2024 إلى الـ28 من يوليو (تموز) المقبل، حتى تستطيع الولايات العمل على تكملة المقررات الدراسية في وقت مناسب.

وأشار وزير التربية والتعليم التهامي الزين حجر إلى أن "القرار جاء بعد دراسة ومناقشة مع لجنة وضع الامتحانات وجرت مخاطبة الولايات لمعرفة تغطية المواد للصف الثالث، ومن هنا جرى إصدار قرار التأجيل".

ودعا التهامي المعلمين إلى توحيد الرؤى والجهود وتجاوز الخلافات من أجل الطالب السوداني، مشيراً إلى أن العملية التعليمية في السنوات الماضية واجهت عدداً من التحديات التي تسببت في تعطيل الدراسة لفترات طويلة ومتفرقة، مضيفاً أن الوزارة عملت على مواجهة التحديات والسعي إلى تأمين العملية التعليمية في السودان.

واستطرد "وضعنا التوجهات السياسية جانباً وتوافقنا على أن يكون التعليم مهنة ورسالة من أجل الطلاب، ونؤمن بأهمية الإعلام ونسعى إلى تمليكه المعلومات بشفافية"، منوهاً إلى أن "الوزارة تهدف لتعليم جيد منصف يتسم بالمرونة، والهدف الاستراتيجي هو تقديم تعليم شامل ومنصف، استناداً إلى التطور العلمي وضمان تلبية الحاجات الأساسية والقضاء على التمييز بين الجنسين وكذلك مجانية التعليم".

آلية جديدة

إقليمياً أفادت مصادر داخل الاتحاد الأفريقي بوجود ترتيبات جارية بين المفوضية والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيغاد)، بمشاركة مسؤولين من الأمم المتحدة، لإنشاء آلية جديدة للملف السوداني، برئاسة "إيغاد".

وقبل أيام، رحب مفوض الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف بتعيين رئيس وزراء في السودان، مؤكداً وقوف الاتحاد القاري إلى جانب الشعب السوداني والبلاد التي تشهد حرباً منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وكانت مصادر أخرى أشارت إلى أن مسؤولين من الاتحاد الأفريقي و"إيغاد" عقدوا اجتماعات منفصلة أخيراً مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة ومفوض الاتحاد الأفريقي ناقشت الملف السوداني، بما في ذلك إنشاء آلية مشتركة بين هذه الأطراف، برئاسة "إيغاد".

ومن المتوقع أن يعمل مفوض الاتحاد الأفريقي بصورة وثيقة على ملف السودان، إلا أن المصادر في الوقت نفسه لم تكن متفائلة باتخاذ مجلس السلم والأمن الأفريقي قراراً برفع تعليق عضوية السودان.

وتفيد المعلومات بأن الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتعيين رئيس وزراء مدني، قبل أيام تأتي في سياق خطة عمل جديدة.

وتنص مبادئ وأسس الاتحاد الأفريقي على عدم الاعتراف بالانقلابات والتغييرات العسكرية في دول القارة.

شارك الخبر: