• الساعة الآن 02:33 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

هل صيف 2025 "الأكثر حرارة"؟

news-details

مع اقتراب فصل الصيف، يتصاعد الحديث عن توقعات بموسم حرٍّ قاسٍ، ودرجات حرارة "غير مسبوقة". فإلى أي مدى يمكن أن نتوقع تجاوز الحرارة الحدود المتعارف عليها؟ وماذا ينتظر دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الأشهر المقبلة؟

المؤكّد حتى الآن أنّ شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار شهدا ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة في عدد من مدن المنطقة، وهو ما يعتبره خبراء مؤشراً مبكراً على موسم صيفي صعب.

تقول عالمة المناخ والخبيرة البيئية ديانا فرانسيس لبي بي سي عربي إن الدول المحيطة بالخليج العربي تسجّل عموماً أعلى درجات الحرارة في العالم خلال فصل الصيف، ولكن "من المتوقّع أن تشهد هذه الدول ارتفاعاً بدرجة إلى درجتين مئويتين فوق المعدّل الموسمي، وبشكل خاص دول مثل إيران والعراق والكويت". وتشير وأشارت أن الاحتباس الحراري هو العامل الرئيسي في هذا المسار.

وبحسب وكالة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ، كان صيف 2024 الأشدّ حرارة على الإطلاق في تاريخ سجلّات المناخ على مستوى العالم. وتشير التوقعات إلى أن صيف 2025 قد لا يكون أكثر قسوة، بل بالدرجة الثانية بعد صيف العام الماضي.

أما على مستوى المنطقة، فقد ذكر تقرير صادر عن مجلة البحوث الجيوفيزيائية (JGR Atmospheres)في 21 نوفمبر/تشرين الثاني أن درجات الحرارة في بعض دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ترتفع بوتيرة أسرع بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالمعدلات المسجلة في مناطق أخرى من العالم.

وذكرت فرانسيس أن منطقة الشرق الأوسط شهدت ارتفاعاً بمعدل 0.52 درجة مئوية منذ عام 1980، ما يجعل وتيرة السخونة فيها أسرع بمرتين من المتوسط العالمي. وأضافت أن جفاف الينابيع وتراجع كميات الأمطار يساهمان في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

من جهة أخرى، أفادت "كوبرنيكوس" أنّ متوسط درجات الحرارة العالمية في يناير/كانون الثاني الماضي كان أعلى بـ1.75 درجة مئوية من معدلات ما قبل الثورة الصناعية، أي منذ نحو 150 عاماً، في اتجاه تصاعدي يثير القلق بشأن تفاقم التغيرات المناخية.

ترتفع درجات الحرارة عادةً في الدول ذات الطبيعة الصحراوية أو شبه صحراوية بوتيرة أسرع من باقي دول العالم. وبالتالي، فإن مسار الاحتباس الحراري العالمي يظهر في هذه البلدان قبل غيرها.

وتوقع تقرير علمي أن تشهد مناطق في الخليج العربي ارتفاعاً في درجات الحرارة قد يصل إلى تسع درجات مئوية بحلول عام 2100.

ووجد الباحثون المشاركون في التقرير "نقاطاً ساخنة" في فصل الصيف فوق وسط شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك العاصمة السعودية الرياض المكتظة بالسكان، وكذلك الجزائر، ونقاطاً ساخنة في فصل الشتاء فوق موريتانيا وسلسلة جبال البرز في إيران.

كما توقعت "منظمة الأرصاد الجوية العالمية" أن تتجاوز درجات الحرارة معدلاتها الطبيعية في العديد من مناطق العالم هذا الصيف، بما في ذلك شمال إفريقيا ومنطقة الخليج العربي.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خرائط محدّثة على موقعها ترصد درجات الحرارة حول العالم بشكل يومي. وأظهرت آخر التحديثات في شهر مايو/أيار تجاوز درجات الحرارة القصوى في بعض مناطق السعودية وموريتانيا 45 درجة مئوية.

تطال التأثيرات المباشرة لارتفاع الحرارة صحة الإنسان ورفاهيته، إلى جانب البنى التحتية والبيئة، ما يؤدي إلى تداعيات اقتصادية وتراجع في جودة الحياة.

وحول ما يمكن أن تفعله الدول لمواجهة هذا الواقع، تقول فرانسيس إن المطلوب هو التكيّف مع التغيّرات المناخية وجعل المدن والبيئات العمرانية أكثر مرونة في مواجهة آثار الطقس المتطرف.

أما على المدى الطويل، فأكدت أن على الدول التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة وتبنّي سياسات صناعية صديقة للبيئة من أجل الحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقليل معدلات التلوث.

ورغم مرور نحو عشر سنوات على اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم عام 2015، وتعهدت خلاله 196 دولة بالعمل على الحد من ظاهرة الّاحتباس الحراري، فإن درجات الحرارة تواصل الارتفاع عالمياً حتى اليوم.

شارك الخبر: