• الساعة الآن 03:59 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أوقاف إب.. الكنز الذي أشعل صراع الدم بين قيادات انصارالله

news-details

في سبتمبر 2022، اشتبك مرافقي العرجلي والعسل أثناء تواجدهم في العاصمة صنعاء، بعد خلاف بينهما على أراضي الوقف في مديرية الظهار بمدينة إب، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينهم ردفان العرجلي، الذي تُوفِّي بعد شهر، وصدر حكم في القضية قضى بإعدام العسل، الذي ما يزال في السجن بصنعاء.

 

 

النقار  - خاص
أثارت أراضي الوقف في مدينة إب والأرياف المجاورة لعاب نافذي جماعة أنصارالله، ما جعل بعضهم ينقل مقر سكنه إلى المحافظة، وآخرين بذلوا جهودًا حثيثة لتعيينهم في مناصب إدارية وإشرافية فيها.

وقال لـ"النقار" مصدر يعمل في الهيئة العامة للأوقاف بصنعاء إن أكبر أراضي الوقف تتواجد في محافظة إب، وتتركز أغلبها في أرياف مدينة إب، وداخل المدينة، خصوصًا في مديريات الظهار وجبلة وحبيش والسياني، ومديريات العدين الأربع، وفي ذي السفال وبعدان والمخادر ويريم، موضحًا أنها تتنوع بين أراضٍ زراعية، ومحلات، وأسواق، ومساكن، وحتى أصول تجارية.

وتتحدث تقارير صحفية أن ما تجبيه الجماعة شهريًا من أوقاف إب بمليارات الريالات، ما يجعلها مركزا ماليا مهما للجماعة، ومحط صراع بين نافذيها القادمين من خارجها. 

ومؤخرًا، عيَّن رئيس هيئة الأوقاف عبد المجيد الحوثي، زوج ابنته، محمد ماجد الحوثي مديرًا لمكتب الهيئة بإب، وأنور القاضي نائبًا له، والأخير هو شقيق زوجة كهلان السدح، وكيل الهيئة للشؤون المالية، والذي سبق له الإشراف على مكتب إب من مايو وحتى سبتمبر 2024، وجاء التعيين بعد 3 سنوات من سجن مدير الأوقاف بندر العسل على ذمة قضية قتل.

وأفاد "النقار" مصدر يعمل في مكتب أوقاف إب أن بندر العسل، المنحدر من محافظة عمران، فرض نفسه بقوة منذ تعيينه، وحوّل المكتب إلى إقطاعية خاصة بأسرته، فقد عيَّن شقيقه هيثم العسل مديرًا لعمليات المكتب، ليصبح الرجل الثاني في المكتب، مشيرًا إلى أن العسل ضم أراضي مواطنين إلى الأوقاف، ورفع إيجارات الوقف بنسبة تصل إلى 250٪، ودخل في صراع مع عدد من المشرفين على أراضي الوقف، من أبرزهم ناصر العرجلي، مؤكدًا أن العسل مدعوم بقوة من رئيس الهيئة عبد المجيد الحوثي، والوكيل كهلان السدح. 

وفي سبتمبر 2022، اشتبك مرافقي العرجلي والعسل أثناء تواجدهم في العاصمة صنعاء، بعد خلاف بينهما على أراضي الوقف في مديرية الظهار بمدينة إب، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينهم ردفان العرجلي، الذي تُوفِّي بعد شهر، وصدر حكم في القضية قضى بإعدام العسل، الذي ما يزال في السجن بصنعاء.

واعتبرت مصادر عاملة في مكتب أوقاف إب أن تعيين عبدالمجيد الحوثي مقربًا منه مديرًا لمكتب إب يُعد تأكيدًا على إصراره في استمرار سيطرته على أوقاف إب، وإقصاء المشرفين الذين ظلوا يتطلعون للسيطرة على المكتب، وأبرزهم ناصر العرجلي. 

والعرجلي، المنحدر من محافظة عمران، هو أول مشرف على محافظة إب، وعُيِّن نهاية 2014، ثم عُيِّن بعد أشهر وكيلاً لوزارة الصحة، وبعد إقالته عُيِّن عضوًا في مجلس الشورى، لكنه عاد ليستقر في مدينة إب، بعد أن استولى على مساحات واسعة من أراضي الوقف، وجمع أموالًا من تأجيرها.

واطلع "النقار" على وثائق كشفت عن تورط العرجلي في محاولات للاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الأوقاف في إب، بمحررات مزورة. 

 

وتفيد إحدى الوثائق باتفاق ناصر العرجلي مع مشرف آخر يدعى "سيف قعشة"، بعد التنسيق مع شخص يدعى "أحمد ناشر سعدان"، ينحدر من محافظة الجوف - كان مرافقًا مع المشرف أبو العباس - على تقاسم مساحات واسعة من أراضي الوقف في محافظة إب، تصل إلى 200 ألف قصبة، يدعي سعدان أنها تخص أسرته بناءً على محرر يتضمن "حصر أموال آل سعدان بن زياد"، أكد حكم قضائي لاحقًا أنه مزور. 

وينص الاتفاق على أن يمنح سعدان نصف الأرض لـ"سيف قعشة"، مقابل أتعاب استعادتها، فيما يقوم قعشة بدوره بمنح نصف ما يحصل عليه لـ"ناصر العرجلي"، مقابل سعيه لتمكين سعدان منها، ما يُسلط الضوء على شبكة منظمة يديرها مشرفون تسعى للاستيلاء على أموال الوقف، غير أن المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء حكمت ببطلان محررات سعدان، وأكدت أنها مزورة، وقضت بإتلافها.

وأفادت "النقار" مصادر محلية في مديرية الظهار أن العرجلي استولى على ما يقارب 5 آلاف لبنة في منطقة "شعب المعرام" في 2022، ودخل في صراع مع العسل، الذي استعاد منه ألفي لبنة، غير أنها أُجرت لمستثمر من قبل شقيقه هيثم العسل. 

وفي مديرية المشنة وسط مدينة إب، أفاد "النقار" مصدر في مكتب أوقاف المحافظة أن المشرف أبو العباس عامر، المنحدر من صعدة، استولى على 4 مبانٍ خاصة بالأوقاف في مديرية المشنة، فيما المشرف خالد محرم بسط على شارع فرعي في "أكمة عيسى"، وأغلقه، وحوّله إلى سوق تجاري، بمبرر أنه من أراضي الوقف، غير أنه لا يورد أي مبلغ لخزينة المكتب.

شارك الخبر: