• الساعة الآن 10:35 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

هل يسمعك أحد؟ عن السامعي والدولة الفاسدة

news-details

 

خاص - النقار
منذ سنوات، لا يكاد صوت الفريق سلطان السامعي، عضو المكتب السياسي الأعلى، يغيب عن المشهد دون أن يعود بمطالبة علنية بوضع حدٍّ لحالة الفساد المتصاعد، الذي ينهش ما تبقى من مؤسسات الدولة، ويفقد الشارع ثقته بأي إصلاح مرتجى.

طالب بالأمس، كما طالب قبل عام، وقبلها بثلاث، دون أن يجد في كل مرة ما يشي بأن صوته قد لامس آذانا راغبة بالإصغاء، بل بدا كما في آخر تصريحاته، أن المسألة اصبحت في طبيعة القرار نفسه لا في غيابه؛ فالفاسدون الذين تحدث عنهم السامعي أكد أنهم لا يخجلون ولا يختبئون، ولا يدارون فسادهم، بل ينهبونها علنا، تحت أعين ورعاية أنصار الله، دون أن تُفتح ملفات، أو تُطرح أسئلة.

الصوت الذي يحاول السامعي رفعه، يتحول من مجرد استغاثة داخلية إلى إدانة واضحة لمسار حوّل فكرة الدولة إلى واجهة فارغة، يُدار من خلفها نفوذ محصن بمنظومة مصالح محروسة بشعارات كبيرة، لكنها فارغة.

أنصار الله، الذين رفعوا شعار "بناء الدولة العادلة"، هم من أفرغ هذا الشعار من مضمونه، حين تسلحوا بالطائفية والحق الإلهي، وسمحوا للفساد أن يتحول من ظاهرة إلى قاعدة، ومن استثناء إلى نظام حكم، وفي ظل هذا، تُنهب البلاد كما لو كانت غنيمة.. الأسواق تختنق، والاستثمارات تغادر، والناس يتكئون على نصف مرتب وربع أمل.. لا شيء يُدار إلا بحساب الولاء، ولا شيء ينجو من منطق الغنيمة.

الأنظمة لا تُهزم دائما في المعارك، بل أحيانا تنهار من داخلها حين تعجز عن إصلاح نفسها، وحين يصبح الصدق مُكلِفا، والصمت فضيلة.. 
وها نحن ذا…

شارك الخبر: