النقار - خاص
انفجرت حرب قبلية دامية بين قبيلتين من حاشد وبكيل في محافظة عمران، على خلفية تراكم خلافات، فجرها مؤخرًا حفر بئر في الحدود بين القبيلتين.
وتدور منذ عصر الاثنين مواجهات عنيفة بين قبيلة ذو صباري التابعة لـ"سفيان" بكيل، وقبيلة ذو خيران التابعة لـ"العصيمات" حاشد.
وأكد لـ"النقار" ثلاثة مصادر قبلية أن المواجهات،
التي تُستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، أسفرت حتى صباح الثلاثاء عن مقتل سبعة أشخاص وامرأتين من الطرفين، فيما وصل عدد المصابين إلى قرابة 15 مصابًا، وأدت إلى تضرر 6 منازل، مبينًا أن حدة المواجهات تراجعت ظهر الثلاثاء، غير أن تبادل القصف ما يزال مستمرًا.
وقال لـ"النقار" مصدر قبلي في ذو خيران إن المشرف العسكري في اللواء 310 المتمركز في الجبل الأسود بحرف سفيان، علي زايد صباري، زوّد قبيلته بأسلحة متوسطة وثقيلة وذخائر من مخازن اللواء، بينها مدافع هاون وصواريخ "لو" وقذائف "آر بي جي"، مؤكدًا أنه تم العثور على بعض قذائف الـ"آر بي جي" التي لم تنفجر، وعليها شعار 21 سبتمبر. لكن مصدرًا قبليًا من ذو صباري أفاد "النقار" أن المشرف العسكري أبو مدين الأهنومي هو من يدعم ذو خيران بالأسلحة والذخائر.
وأكد لـ"النقار" مصدران قبليان كانا يقومان بدور الوساطة لنزع فتيل التوتر، أن المواجهات انفجرت عصر الاثنين على خلفية قيام قبليين من ذو صباري بحفر بئر في منطقة متنازع عليها بين القبيلتين، وأثناء ما أقدم قبليون من ذو خيران على منعهم، تم إطلاق النار عليهم، ما أدى إلى اشتعال الحرب بين القبيلتين.
وأكد أحد المصدرين أنه رغم محاولة الوسطاء إقناع ذو صباري بعدم حفر البئر حتى الانتهاء من حل مشاكل القتل بين القبيلتين، إلا أن علي صباري دفعهم باتجاه الحفر، وهو ما أدى إلى انفجار المواجهات.
وعن خلفية الصراع بين القبيلتين، أفاد "النقار" مصدر قبلي أن التوتر بين القبيلتين يرجع إلى صراعات بين مشرفين عسكريين من القبيلتين، أغلبهم قياديون في اللواء 310، كاشفًا أن بداية التوتر كانت عندما قُتل أحد منتسبي اللواء 310 في حرف سفيان، ينتمي قبليًا لذو خيران، برصاص عسكريين من ذو صباري، غير أنه تم حل القضية قبليًا قبل حوالي 6 أشهر.
وأوضح المصدر أن التوتر عاد بين الطرفين بعد اشتباكات بين أتباع المشرف أبو مدين الأهنومي والمشرف علي زايد الصباري، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، ومع توتر الوضع بين الطرفين تدخل قائد المنطقة العسكرية الخامسة أبو حسين المداني، وتم نزع فتيل التوتر، غير أن عدم حل المشكلة بشكل جذري أدى إلى نشوب توتر بين عناصر محسوبة على "الصباري" وأخرى محسوبة على أبو كاظم.
ولفت المصدر إلى أن كمينًا تعرض له محسوبون على أبو كاظم السبت الماضي أدى إلى مقتل ثلاثة منهم، ما تسبب في توتر بين المشرفين، تم فيه الزج بالقبيلتين في مواجهة شاملة، بعد قيام قبليين من ذو صباري بحفر بئر ماء في منطقة متنازع عليها.
ورأى قيادي حزبي في محافظة عمران، فضل عدم الكشف عن هويته، أن تفجير الحرب بين ذو خيران وذو صباري هو محاولة لإذكاء الصراعات بين قبائل حاشد وبكيل، في إطار مساعي الجماعة لإشغال القبائل بالحروب، مؤكدًا لـ"النقار" أن الجماعة فخخت القبائل بعناصرها المؤدلجة، والتي تستخدمها لإشعال الحروب بينها، معتبرًا أن نجاح مشايخ من حاشد وبكيل في احتواء الصراع بين عذر وأرحب قبل أيام، دفع الجماعة لتفجير حرب بين ذو خيران وذو صباري.
وتأتي هذه المواجهات القبلية في وقت بدأت فيه الصراعات تظهر بين القبائل في محافظات صنعاء وعمران وذمار، بعد عامين من توقف لجنة حل الثأرات بين القبائل التي شكلتها الجماعة.
وفي الوقت الذي نشبت فيه الحرب بين ذو خيران وذو صباري في مديرية سفيان بعمران، تسود حالة من التوتر بين قبيلتي نهم وأرحب شرق محافظة صنعاء على خلفية تبادل الاختطافات بين القبيلتين، ما قد يدفع الأوصاع نحو مزيد من التصعيد، فيما تشهد منطقة الحداء بمحافظة ذمار توترًا ينذر بعودة المواجهات بين آل جلعة وآل عاطف من جهة والرشدة من جهة أخرى.
وتأتي هذه التوترات في ظل صمت سلطات الجماعة في المحافظات الثلاث، في حين يدفع مشرفون أمنيون وعسكريون قبائلهم نحو المواجهات، ما يشير إلى وجود مخاوف لدى الجماعة من القبائل، وبالتالي تلجأ لإشغالها بصراعات داخلية.