خاص - النقار
من جديد سارع قيادات وإعلاميو سلطة صنعاء إلى الحديث عن فشل الضربة الإسرائيلية على العاصمة صنعاء، مساء اليوم الأربعاء، وعن أن طيران الاحتلال استهدف كالعادة أماكن وأعيان مدنية، وبالتالي هو فقط "يقصف المقصوف ويضرب المضروب"، حسب تعبير عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله أحمد النعمي.
لكن يبدو أن قاعدة "قصف المقصوف وضرب المضروب" التي يتحدث عنها النعمي قد شهدت استثناء هذه المرة من خلال استهداف مقر التوجيه المعنوي وسط العاصمة، وسقوط قتلى وجرحى هناك، بحسب وكالة سبأ التابعة لسلطة صنعاء، فضلا عن تأكيدات وزير الدفاع الصهيوني على أن مقاتلاته وجهت "ضربة موجعة" لمن وصفهم بـ"الحوثيين".
بوصفه السكرتير الإعلامي لرئيس الجمهورية، كتب الإعلامي في الجماعة صبري الدرواني تغريدة على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط قال فيها إن "العدوان الصهيوني الغاشم على بلدنا فاشل، وعلى جميع الصهاينة البقاء في حالة استعداد فالرد آت لا محالة"، فيما تحاشى رئيس وكالة سبأ نصر عامر إعطاء تقييم للعملية الإسرائيلية مكتفيا بالقول: "لن يؤثر أي عدوان على عمليات قواتنا المسلحة المستمرة في إسناد غزة، وسنواصل الرد على أي عدوان ضد بلادنا، ومستمرون في مواجهة معادلة الاستباحة التي يحاول العدو فرضها على المنطقة".
بعيدا عن هذا كله، ثمة أمر ملفت في ما حدث اليوم يمكن الإشارة إليه من زاويتين، الأولى استهداف مقر التوجيه المعنوي (مقر المتحدث العسكري لقوات صنعاء) للمرة الأولى من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي في عملياته العدوانية المتكررة، والزواية الثانية هي الظهور المفاجئ للمتحدث العسكري يحيى سريع في تغريدتين متزامنتين مع لحظة العدوان. قال في التغريدة الأولى: "دفاعاتُنا الجوية تتصدى في هذه الأثناء للطائرات الإسرائيلية التي تشن عدوانا على بلدِنا"، والثانية أوردها بعد وقت وجيز ومن دون تشكيل قائلا: "تمكنت دفاعاتنا الجوية من إطلاق عدد من الصواريخ أرض جو أثناء التصدي للعدوان الصهيوني على بلدنا وتم إجبار بعض التشكيلات القتالية على المغادرة قبل تنفيذ عدوانها وإفشال الجزء الأكبر من الهجوم بفضل الله".
من وجهة نظر عسكرية من الصعب الجزم بأن معلومات عن تصدي الدفاعات الجوية للطيران المعادي كانت قد وصلت إلى الناطق العسكري في اللحظات الأولى من العدوان فيكتب تغريدة بهذا الصدد على منصة إكس. وبالتالي مسألة التصدي للعدوان من عدمه لم تكن هي السبب في الظهور المفاجئ ليحيى سريع على منصات التواصل الاجتماعي في لحظة حرجة كتلك بقدر ما أنه أراد إيصال رسالة مفادها أن الغارة التي استهدفت مبنى التوجيه المعنوي في حي التحرير، حيث مكتبه الرسمي، لم تطله لأنه ببساطة لم يكن ليتواجد في مكان يعرف الجميع أنه من ضمن الأماكن التي قد يتم استهدافها. هذه فقط مخصصة لأولئك الموظفين المغلوبين على أمرهم والذين يلزمهم سريع بالدوام بنظام البصمة من صحفيين ومحرري مواقع إلكترونية معنية بمتابعة تغريدات الجماعة وقياداتها، حيث تتحدث المعلومات عن عدد من الصحافيين والصحافيات مازالوا مدفونين تحت الأنقاض.
بالنسبة للحصيلة الأولية لضحايا الغارات في كل من العاصمة صنعاء والجوف، فبحسب وزارة الصحة في حكومة صنعاء بلغ العدد حتى الآن 9 شهداء و118 جريحا.
يتبقى فقط السؤال لماذا تصر سلطة صنعاء على المسارعة إثر كل عدوان إلى التهوين منه ومن نوعية الضحايا الذين يسقطون إثره؟ ولماذا هي معنية دائما بالحديث عن كونه عدوانا وفي نفس الوقت عدوانا فاشلا يقصف المقصوف ويضرب المضروب؟