• الساعة الآن 04:12 AM
  • 7℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

عن مدير صفيق وسلطة طاغية وطالب متفوق

news-details

 

خاص - النقار
حادثة تعرض الطالب عبيدة مجاهد راجح للإساءة العلنية من مدير مدرسته، الذي يفترض أن يمثل القدوة والمرجعية التربوية، تكشف حالة تعبئة متطرفة تكرّسها جماعة أنصارالله (الحوثيين) في مناطق سيطرتها، وهذه التعبئة تتغلغل في مفاصل المؤسسات، ومنها المدارس، وتعيد تشويه السلوك الاجتماعي على أساس الاستقطاب والصراع.

المدرسة بيئة يفترض أن تنقل المعرفة وتزرع القيم وتصنع وعي الأجيال على قيم المواطنة والعدالة، وما حدث مع الطالب عبيدة مجاهد راجح على منصة الطابور الصباحي من مدير مدرسة الشهيد صالح الرحبي في 3 ديسمبر 2025 هز الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والرأي العام.

مدير المدرسة استدعى طالباً متفوقاً أمام جموع زملائه، وطرح عليه، من دون مبرر تربوي أو إنساني، سؤالاً عن مهنة والده ثم حوّل السؤال إلى سخرية مهينة عن وضع الأب القانوني، وأطلق بثقة المغفل الصفيق عباراته عن أن والد عبيدة جاسوس وانه يتوق إلى محاكمته والحكم عليه، وهو ماد إلى إلى بكاء عبيدة وانهياره النفسي، وسلوك كهذا يعكس خللاً عميقاً في البيئة التي يعمل فيها المدير، ويفضح نوع الخطاب الذي يهيمن على المدرسة.

حادثة عبيدة تجسّد أثراً مباشراً لحالة تعبئة أيديولوجية تُفرض على المجتمع عبر الإعلام والتعليم والخطاب العام في مناطق سيطرة الجماعة. خطاب يقوم على ثنائية التخوين والانتماء ويطبع السلوك اليومي للأفراد، بما في ذلك من يشغلون مواقع تربوية يفترض أن تقوم على ثقة المجتمع، كمديري المدارس والمعلمين.

الطالب كيان مستقل، وتحميله وزر مواقف ذويه -رغم كيدية هذه التهم غالبا- أو ظروفهم عنفٌ تربوي مباشر، وهذه الحادثة تكشف تراجعاً حاداً عن هذا المبدأ لصالح ثقافة عقابية تقوم على الفرز الاجتماعي وربط الإنسان بخلفيات سياسية وتعبوية، وهذا جزء من تشوّه اجتماعي عام فرضته تعبئة الحوثيين على المجتمع؛ إذ بات بعض المسؤولين التربويين يتقمصون دور “الرقيب السياسي” بدل المربي، وخطورة ذلك أنه يحدث داخل المدارس، في اللحظة التي يتشكل فيها وعي جيل كامل.

عودة طالب متفوق إلى منزله باكياً، مطالباً بترك الدراسة لأنه يرى المدرسة فضاء معادياً، تعبير صريح عن حجم الضرر. عبيدة انهار أمام منظومة تُفرغ التعليم من قيمه وتستبدلها بخطاب يزرع الخوف والوصم بدل الاحترام والدعم. الحادثة جرس إنذار لعائلة عبيدة وللمجتمع بأكمله.

شارك الخبر: