• الساعة الآن 11:35 PM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الدكتور يشهد للماجستير: شهادة عليا في فن المجاملة

news-details

خاص-النقار

علي ظافر، الإعلامي في جماعة أنصار الله والحاصل على شهادة الدكتوراه مؤخرا، يكتب منشورا مؤثرا على صفحته في منصة إكس عن كتاب الباحث مهدي محمد المشاط، وهو عبارة عن رسالة ماجستير قدمها الأخير إلى جامعة صنعاء واستحق بها درجة الامتياز مع مرتبة الشرف والتوصية بطباعة الكتاب. 
قد يعتقد البعض أن ما كتبه علي ظافر بحق مهدي المشاط يأتي من باب أن إعلاميا في قناة تابعة للجماعة يمدح رئيس مجلسها السياسي الحاكم، وبالتالي ستكون شهادة مجروحة أو على الأقل سينطبق عليها المثل الشعبي القائل (من يشهد لك يا ثعل، قال سبلتي)، والذي يتوافق مع المثل العربي (من شاهدك يا ابا الحصين، قال: ذُنَيبي)، لكن الأمر ليس على هذه الشاكلة بطبيعة الحال وإلا لما رأينا علي ظافر يبدأ منشوره هكذا: "‏مهدي المشاط ليس رئيسا صاحب مسؤولية فحسب بل باحث أكاديمي، وهذه ميزه تضاف لرصيده". 
فهذه الجملة تنم عن ثقة درجة الدكتوراه حين تتحدث عن درجة الماجستير الأقل منها، فعلي ظافر هو الدكتور بينما المشاط لا يزال في مرتبة الباحث، أو كما قال ظافر عنه بأنه "باحث أكاديمي"، وتلك "ميزة تضاف إلى رصيده" كـ رئيس وباحث. 
ومع ذلك فإن الدكتور ظافر أراد أن يثبت أن "الماجستير" يمكن أن يعلو على "الدكتوراه" إذا كان صاحبه رئيساً، وليس أي رئيس بل المشاط نفسه. 
لا شك أن علي ظافر قد استغرق وقتا ما في قراءة كتاب المشاط، بعد أن حصل على نسخة مهداة منه كما يبدو. حيث يواصل قائلا في منشوره: "أنصح بقراءة كتابه الذي جمع بين المنهجية العلمية والتوثيق التاريخي لواحدة من أهم مراحل التحول في تاريخ اليمن المعاصر".  
وربما أنه رأى في ذلك غير كاف ليشبع رغبة المشاط في أن يقرأ المزيد من الإطراء عن كتابه الخالد، فاضطر الدكتور ظافر لإضافة فقرة أخرى إلى منشوره مفادها أن "الكتاب وثيقة تاريخية ومرجع كتبه باحث وسياسي فاعل في تلك المرحلة وليس مجرد ناقل". 
أما عنوان الكتاب فقد تركه للصورة المرفقة: "ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها والمنطقة العربية". 
بهذا يكون الدكتور علي ظافر قد أدى واجبه تجاه رئيسه الباحث مهدي المشاط، مهيبا بغيره من أكاديميي الجماعة الذين حصلوا وسيحصلون على شهادات الدكتوراه والماجستير أن يقفوا وقفة تأن أمام رسالة المشاط حتى يستقوا منها ما ينفعهم في الدنيا والآخرة. ومن يدري، لعل ذلك الكتاب سيتحول إلى مرجع في المكتبة العربية باعتبار أن كاتبه "باحث وسياسي فاعل في تلك المرحلة وليس مجرد ناقل".

شارك الخبر: