النقار - خاص
بدأت سلطة جماعة أنصار الله بصنعاء تنفيذ ترتيبات لإعادة هيكلة الكادر التعليمي في مناطق سيطرتها، ضمن خطة واسعة تهدف إلى إحلال عناصر جديدة محسوبة على الجماعة، وعلى رأسهم خريجو الكليات والمراكز الدينية المرتبطة بها.
وأفاد مصدر تربوي مطّلع في ديوان وزارة التربية والتعليم لـ"النقار"، أن الجماعة تعمل على تثبيت قرابة 15 ألف متطوع من الذين استعانت بهم في السنوات الماضية لسد فراغ المعلمين المنقطعين عن العمل بسبب انقطاع الرواتب. ولفت المصدر إلى أن عملية التثبيت ستكون على حساب أولئك المنقطعين، في خطوة وُصفت بأنها "تطهير إداري" ممن لا يرتبطون بخط الجماعة.
في السياق نفسه، أكد مصدران في وزارة الخدمة المدنية أن الجماعة تخطط لتوظيف نحو 3 آلاف من خريجي الكليات الدينية التابعة لها، لتدريس مواد مثل القرآن الكريم والتربية الإسلامية. وبحسب المصادر، فإن نحو ألف من هؤلاء الخريجين ينتمون إلى جامعة "دار العلوم الشرعية" في الحديدة، التي يديرها رجل الدين الصوفي محمد بن محمد مرعي، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الجماعة.
مصادر تربوية أخرى في ديوان الوزارة ومحافظة صنعاء، أوضحت لـ"النقار" أن النسبة الأكبر من التوظيفات والإحلالات ستتركز في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء، الحديدة، ذمار، وعمران، بما يمثل نحو 70٪ من العملية.
وفي محافظة تعز – الحوبان، كشف مصدران أحدهما يعمل في ديوان المحافظة والآخر على صلة بالإشراف التربوي، أنه تم توجيه مكاتب التربية برفع كشوفات بأسماء 600 متخصّص في التربية الإسلامية أكملوا برامج "الدورات الثقافية" الخاصة بالجماعة، لغرض إدماجهم في الكادر التعليمي. وضمّت الكشوفات الرسمية أسماء 93 خريجًا من "رباط الهدار" الصوفي بمديرية التعزية.
من جهة أخرى، أشار مصدر في مكتب التربية بالحوبان إلى تحركات لتأسيس مدرسة جديدة تدرّس المنهج العقائدي الخاص بالجماعة في إحدى مديريات شرعب، مرجّحًا أن تكون في منطقة "الأقيُوس" بمديرية شرعب السلام، نظراً لموقعها الوسيط بين تعز وإب.
وتثير هذه التحركات مخاوف من تسييس التعليم وتحويل المدرسة من مؤسسة معرفية إلى أداة تعبئة عقائدية، خاصة مع اعتماد الجماعة المتزايد على خريجي مؤسسات دينية مغلقة فكريًا، ضمن مشروع أوسع للسيطرة على بنية الوعي المجتمعي من بوابة التعليم.