سلط مقال في صحيفة التايمز البريطانية الضوء على التقلبات في مواقف وقرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد مرور ستة أشهر على ولايته الثانية، بدءاً بقصف إيران وصولاً إلى تعهده بتزويد أوكرانيا بأسلحة للمرة الأولى منذ توليه منصبه.
وعنون الكاتب، جيرارد بيكر، مقاله بـ"براغماتية ترامب تضع شعار اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً في حالة ذعر".
ويستهل الكاتب مقاله بطرح سؤال: "هل ترامب براغماتي؟"، وتحدّث عن عديد الصفات المستخدمة لوصف نهج ترامب في السلطة منها "المتهور، والمتقلب، وغير العقلاني" من بين الصفات "الأكثر تهذيباً".
وقال إن البراغماتية "تمثل انتصار الحقيقة العملية، وإنها تنبع من الاعتراف بأنك مهما رغبت أن يعكس العالم معتقداتك، وينحني لأفكارك ويستسلم لطموحاتك، فهناك، في النهاية، واقع لا مفر منه لا يمكن التلاعب به أو إنكاره".
ودعا الكاتب، في منتصف العام الأول من ولاية ترامب الثانية، إلى النظر بجدية "لاحتمال أن يصبح أكثر رؤساء أمريكا تقلباً، ممارساً عنيداً لسياسة الأمر الواقع داخل البلاد وخارجها".
وتحدّث عن "شكوى متزايدة" بين أنصار ترامب، الذين "شاهدوا بقلق رئيسهم يتخلى عنهم في قضية تلو الأخرى"، مشيراً في هذا الصدد إلى "قصف إيران والتودد إلى الناتو والوقوف إلى جانب زيلينسكي ضد روسيا والموافقة على السماح لملايين المهاجرين غير الشرعيين بالبقاء في البلاد بعد كل شيء لأنهم يقومون بأعمال ضرورية" على حد تعبير الكاتب.
وأشار الكاتب إلى ما وصفه بـ"الخيانة الأخيرة" هذا الأسبوع، عندما أعلن كبير المسؤولين القانونيين لترامب أن "لا مؤامرة" تحيط بوفاة الملياردير الأمريكي جيفري إبستين، مرتكب الجرائم الجنسية الراحل، مشيراً إلى أن هذه القضية تعد "مثالاً مبسطاً" لبراغماتية ترامب.
وقال الكاتب إن قرار قصف إيران "يتعارض مع النهج غير التدخلي" الذي يتبعه ترامب.
ولفت إلى أن تقارب ترامب مع حلف الناتو خلال قمة لاهاي الشهر الماضي، "يتعارض" مع إدانة أنصاره "للعجز الأوروبي وبمخاطر تورّط أمريكا في تحالف بعيد المدى"، لكن التقارب شكّل "اعترافاً عملياً" بأن ضغوط ترامب أثمرت عن "إنفاق دفاعي أكثر توازناً"، بحسب الكاتب.
وبالنسبة للحرب في أوكرانيا، فإن ترامب "ابتعد أكثر عن بوتين واتجه نحو زيلينسكي"، وفق الكاتب الذي أشار إلى طموح ترامب للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب "بعيداً عن عاطفته الغريبة" تجاه الرئيس الروسي و"مشهد الإذلال" للرئيس الأوكراني في المكتب البيضاوي.
وقال الكاتب إنه "رغم محاولته إرغام أوكرانيا على قبول وقف إطلاق النار" في بادئ الأمر، إلا أنه يتجه حالياً للموافقة على "تزويد كييف بأول دفعة من الذخائر الجديدة منذ توليه المنصب".