• الساعة الآن 09:34 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

كاتب إسرائيلي يعترف: ما يحدث في غزة "إبادة جماعية"

news-details

وصف الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان الحرب التي تخوضها تل أبيب في قطاع غزة بأنها "إبادة جماعية" في مقابلة نُشرت أمس الجمعة في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية. وقال "رفضت لسنوات استخدام هذا المصطلح، لكن الآن لم أعد أستطيع منع نفسي من استخدامه، بعد ما قرأته في الصحف والصور التي رأيتها، فضلاً عن حديثي مع أشخاص كانوا هناك".

وأضاف غروسمان، الذي ترجمت أعماله إلى لغات عدة منها الفرنسية والإنجليزية والإيطالية "بألم بالغ وقلب محطم، أضطر الآن إلى الاعتراف بما يحدث أمام عيني، إبادة جماعية". وأكد تمسكه "بشدة" بحل الدولتين لأنه بالدرجة الأولى "لا يرى بديلاً" منه، مشيداً في هذا السياق بعزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول) المقبل. وأضاف "أعتبر ذلك فكرة جيدة، ولا أفهم رد الفعل الهستيري الذي قوبل به في إسرائيل"، متابعاً "من الواضح أنه يجب وضع شروط محددة: لا أسلحة، وضمان أن تشهد (الدولة الفلسطينية) انتخابات شفافة يُستبعد منها أي طرف يفكر في استخدام العنف ضد إسرائيل".

وزار المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الجمعة غزة المهددة بالمجاعة والمدمرة جراء الحرب واعداً بزيادة المساعدات، مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.

وقبيل الزيارة انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" نظام توزيع المساعدات الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه أصبح "مصيدة للموت" لسكان القطاع، حيث تدور الحرب منذ قرابة 22 شهراً بين إسرائيل وحركة "حماس".

وأصبح قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، مهدداً بـ"مجاعة شاملة"، بحسب الأمم المتحدة، وخصوصاً أن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، يعتمدون بصورة أساسية على المساعدات.

وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن 22 فلسطينياً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي الجمعة بينهم ثمانية كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات وقضى اثنان منهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" في جنوب القطاع.

وقالت ياسمين الفرا، وهي امرأة ستينية تبكي ابنها الذي قُتل، من مستشفى ناصر في خان يونس، "ماذا ذنب الأطفال في هذه المجاعة؟ ارحمونا".

وزار ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي مركزاً تابعاً للمؤسسة صباح الجمعة. وقال ويتكوف على منصة "إكس" إن زيارتهما التي استغرقت "أكثر من خمس ساعات"، كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأميركي دونالد ترمب "بفهم واضح للحالة الإنسانية، ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزة".

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن ترمب إعلانه العمل على خطة "لإطعام الناس".

وبعيد اندلاع الحرب إثر هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 شددت تل أبيب الحصار الذي كانت تفرضه على القطاع منذ أعوام، وأطبقت حصارها اعتباراً من مطلع مارس (آذار)، قبل أن تعلن في مايو (أيار) تخفيف الحظر جزئياً، وأقامت بالتنسيق مع واشنطن نظام توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل لاقى انتقاداً من المنظمات الدولية.

منذ ذلك الحين، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينياً أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات في القطاع، بينهم 859 في محيط مواقع المؤسسة ذات التمويل الغامض، بحسب ما أكدت الأمم المتحدة الجمعة، لافتة إلى أن "معظم عمليات القتل هذه ارتكبها الجيش الإسرائيلي".

واتهمت "هيومن رايتس" إسرائيل بإقامة نظام "عسكري معيب" لتوزيع المساعدات، حوّل العملية إلى "حمام دم". وجاء في التقرير أن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب".

وقال الجيش الاسرائيلي إنه يجري تحقيقات عقب تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين قرب مناطق التوزيع.

ومنذ أسبوع بدأت دول عدة بإنزال مساعدات غذائية جواً. وأظهرت لقطات لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة سكاناً في قطاع غزة يهرعون إلى الحصول على طرود أسقطت من الجو في جباليا (شمال).

وأعلن الجيش الأردني في بيان الجمعة أنه نفذ "سبعة إنزالات جوية لإيصال مساعدات إنسانية وغذائية وحليب أطفال إلى قطاع غزة بمشاركة عدد من الدول". وشاركت طائرات عسكرية تابعة للأردن والإمارات وألمانيا وفرنسا وإسبانيا.

وبلغت حمولة هذه الإنزالات نحو 57 طناً. وبلغ إجمال الحمولة التي تم إلقاؤها منذ عودة الإنزالات الجوية قبل أسبوع نحو 148 طناً من المواد الأساسية، لكن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني أكد أن المساعدات "غير كافية وغير فعالة"، داعياً إلى استئناف عمليات التسليم البري المنسقة من الأمم المتحدة. وأكد أن 6 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية تنتظر خارج غزة الحصول على الموافقة لدخول القطاع.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن المنظمات الدولية وزَّعت الخميس حمولات أكثر من 200 شاحنة مساعدات.

شارك الخبر: