• الساعة الآن 07:21 PM
  • 26℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مانع سليمان يكتب: هكذا عذبوني في سجونهم

news-details

 

مانع سليمان

 

في آخر مرة اختطفوني من الطريق واعتقلوني في الأمن السياسي، استقبلوني بحفلة تعذيب عذبوني فيها عذابا شديدا، كانوا محلقين علي وأنا وسطهم والكيبل يضرب في ظهري بشرسة وعنف، كنت أصيح أنتم تعرفوني جيدا وتعرفوا عني جيدا، ولكن صراخي ألمي الذي كنت أبديه لم تتحرك له ضمائرهم.

كان أحمد حنشل يعذبني بنفسه ويصيح أنا بتحمل المسؤولية ويشد بالكيبل على ظهري بحقد دفين ويسألني من هي خلايا التصفيات في مارب، ويحلف بالله انه بايصفيني، ظهري احدودب من شدة التعذيب مؤخرتي وأفخاذي تورمت من شدة التعذيب الذي تركز عليها كي لا أتمكن من إظهارها عند الشكوى لمن يزورني أو يسألني بعد خروجي.

وهذا أسلوبهم، يعذبونك في الأماكن الخاصة حتى تتحرج عن كشفها عند الشكوى، مكثت أكثر من نصف شهر لا أستطيع النوم على ظهري وأقسم بأن ذلك الذي حدث مارسوا ابتزازي بحياتي الخاصة وابتزازي بزوجتي.

في ليلة من الليالي أحمد حنشل مع المختصين يطلعني من السجن الانفرادي إلى مكتبه وقد جهز من يقلد صوت زوجتي ويقول لي وأنا معصوب العينين: قد جبنا زوجتك وهي الآن تبكي في المكتب الذي جنبي تحت التحقيق وأسمع صوت زوجتي وهي تدافع عن نفسها بصوت شاحب وبكاء متهالك والمحقق يسألها بكثافة ويهددها، كنت حينها أتمنى لو أن الأرض ابتلعتني بل لو أني لم أولد من الاساس وأمسك أعصابي ونفسي من قول اي قول لأني أعلم بأني لو قلت قولا ستنهال علي الكيابل، وبعد صمت طويل قلت لأحمد حنشل يا فندم وصلتم إلى النساء زوجتي تعتبر بنتك يا فندم، هذا لا يصلح، قد انا عندكم افعلوا ما شئتم بي ويكفي، ليفاجئني بصياحه: أين مختص الاتصالات جيب الجوال يكلم زوجته توقف النشر. وفعلا جاء مختص الاتصالات واتصل بزوجتي وكلمتها وطلبت منها ألا تنشر عن قضيتي وكان ذلك مني تحت الإكراه والتهديد.

المهم أنا موجوع. سجنت بسجن انفرادي لمدة عشرة أشهر وعشرة أيام تعرضت فيها لأشد ألوان التعذيب الجسدي والنفسي والمعنوي كان آخر ذلك آخر يوم من شعبان عندما طلعني المختص إلى المحكمة العسكرية وأنا مقيد اليدين واستمر في هزورتي والصراخ بوجهي وتهديدي وسبي وشتمي منذ أن خرجنا من السجن إلى أن وصلنا المحكمة العسكرية، لماذا كل هذا؟

……….

أوجعت، تم إيذائي في كرامتي في عرضي، كان أحمد حنشل يقول انت بتشوف نفسك كبير وانت صغير وباندعسك لما تعرف حجمك، انت تطاولت على الكبار وباخليك تشوف النجوم في عز الظهر، وجع في الكرامة والعرض لن يبرد هذا الوجع إلا موت في سبيلها.

 

تخيلوا بعد هذا كله خرجت من السجن لأصل إلى بيت مكتظ بالذكريات المؤلمة والشكاوى المبكية، سمعت للأولاد لزوجتي وسمعت أشياء تجعل الإنسان يخرج ينتحر ، شاهدت رسائل لأحمد حنشل وهو يهدد زوجتي بنفسه، فتحت حساب زوجتي لاقرأ ما ينشر في الفيس ووجدت إخواني الذين أنا ضحيت بكل شيئ من أجل الدفاع عنهم يسخرون من زوجتي يتشفون بحالها ووضعها ويرسلون لها رسائل فيها من الاستفزاز والاحتقار ما الله به عليم.

لما رأيت كل الذي رأيته لم أستطع تذوق فرحة خروجي من السجن كنت أجلس جنب أولادي بجسدي، أما عقلي وروحي فهما يسبحان في عالم من الحسرة الرمادية التي تعانقها رغبة انتقام وانتصار للكرامة والعرض بيدي الكثير وبإمكاني إحداث وجع لأغلب بيوت من آذوني ومارسوا بحقي التحريض والتشويه لكني ممسك بنفسي.

المهم عملت بث قلت أوضح فيه جزء من الحقيقة فانهالت التهديدات التي لم أتوقعها مما أوجعني أكثر وجعلني أوقن بأن المسألة أصبحت مسألة كرامة. أقسم أني ما يوم تغطرست على أحد ولا فكرت بهتك كرامة أو عرض أحد كنت ولا زلت أقدس هذه الأمور واعتبر المساس بها خسة ونذالة من قبل المعتدي، أحسست ان اخواني ليسوا اخواني وان تغنيهم بالقيم كان عبارة عن موسيقى إلهاء لنا لتمرير خيانة مبيتة من قبلهم، صحيح أنا لي أخطاء ولست معصوما، صحيح أني وقفت مواقف لم أكن موفقا فيها، وأنا بشر، لكن أن تهان كرامتي ليس لأجل الأخطاء وإنما لإرضاء أناس تخاصمت معهم في أمور أنا صاحب حق فيها هذا أوجعني ووجعي كبير.

أنا حزين لما جرى ويجري الآن ولست فرحانا بالذي يحدث ولا حتى راضيا به، لكن ذلك كان ضروريا ليعلم التافهون أن كرامات الناس غالية وأن ثمن المساس بها سيكون باهظا واطأن الاستهانة بالآخرين حمق وضعف في التقدير. هذه نكزة وأريد التوقف وأرجو ألا يتم استفزازي من قبل التافهين. لأني لن أصبر ولن أتحكم بردة فعلي لأن الوجع كبير، سأتوقف وأتمنى إنصاف تاجر العسل لأنه مظلوم مظلوم مظلوم وإنصافه وفقا للقانون.

كما أتمنى من إخواني الصادقين المسامحة. أما الخصوم التافهون واللصوص فلا تسامح بيني وبينهم إلى أن أموت.. والسلام.

شارك المقال: