• الساعة الآن 07:28 PM
  • 26℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

القاضي قطران: السامعي قال كلمته وهو يعرف أن الثمن سيكون باهظًا

news-details

 

 

عبدالوهاب قطران

 

تأخرت في التضامن مع الصديق الصدوق الفريق سلطان السامعي،

لأني منذ يومين في البلاد، منشغل بمشاكل أسرية في همدان،

ولم أفتح الإنترنت إلا الليلة،

فإذا بي أُفاجأ بأن السامعي ترند،

ومقابلته على قناة الساحات أشعلت نيران الغضب في صدور بعض متزلفي جماعة أنصار الله،

فانهالوا عليه بالسباب والشتائم،

واتهموه بالتزلف والتمجنن،

وقالوا له: “استقل وروّح تمجنن براحتك!”

وطالبوه بالاعتذار!

وأنا أقولها بصوت عالٍ:

الفريق سلطان السامعي قال ما يجب أن يُقال،

بصوت جريء، وضمير حي، ومن موقع رسمي لا يستطيع كثيرون الوصول إليه، ولا تحمّل تبعاته.

حذّر الرجل من الانهيار الشامل الذي تعيشه مؤسسات الدولة في صنعاء،

وأكد أن الجماعة باتت مخترقة أكثر من حزب الله نفسه، وأكثر من إيران،

وأن من يحكم فعليًا في صنعاء جهة خفية لا يعرفها أحد!

وأن أعضاء المجلس السياسي الأعلى، بمن فيهم هو، لا يحكمون!

وأن الحكومة الحالية تم تعيينها واختيار وزرائها دون علمهم ولا موافقتهم!

وتحدث بوجع عن فاسدين ومتهبّشين،

دخلوا حفاة عراة… واليوم صاروا يمتلكون الشركات والوكالات ومليارات الدولارات،

يسيطرون على مفاصل الدولة، أهمها شركة النفط!

وسألهم: من أين لكم هذا؟!

وطالب بمحاكمتهم ومحاسبتهم فورًا،

محذرًا أن الشعب قادر على قلب الطاولة على الجميع،

وأنه إن لم تُفتح ملفات الفساد، فسيفتحها الشعب بطريقته!

وقالها صراحة:

“إذا لم تحاسبوا، سيحاسبكم الشعب… والسقف سيسقط على الجميع.”

وقال أيضًا إن هذه ليست مقابلة إعلامية، بل بلاغ رسمي للنائب العام والجهات المعنية،

بل بلاغ لكل من تبقى لديه ضمير.

وتحدث عن خروج ما يقارب 150 مليار دولار من رؤوس الأموال الوطنية خارج اليمن،

بسبب الفساد وسوء الإدارة وتطفيش المستثمرين،

واتهم صراحة وزارتي المالية والتجارة بأن قراراتهما الكارثية سبب مباشر لهجرة رأس المال الوطني.

ودعا إلى مصالحة وطنية شاملة، من صعدة إلى المهرة،

تقاسم للسلطة والثروة، وسلام مشرّف لا يُقصي أحدًا.

وقالها:

“أنا لا أَصُبّ زيتًا على النار… أنا أصب ماءً عليها.”

وانتقد حكم الإعدام الصادر بحق أحمد علي عبدالله صالح،

واعتبره قرارًا سياسيًا متسرعًا، لا يخدم المصالحة بل يعمّق الانقسام،

وقال:

“توقيت الحكم خطأ… وكان الأفضل السكوت… وقولوا عني ما شئتم.”

هذا هو الفريق سلطان السامعي…

رجل قال كلمته وهو يعرف أن الثمن سيكون باهظًا،

لكن الشجعان لا يصمتون حين تكون الكلمة واجبًا.

 وأنا شخصيًا، لن أنسى وقفته الرجولية معي حين كنت مُغيّبًا ومعتقلًا في الزنازين الانفرادية بسجون المخابرات في صنعاء،

فكان أول من وقف معي من داخل السلطة،

وضمني عند زعيم الجماعة نفسه،

يوم صمت الكثيرون واختبأوا…

 وكان هو، كما عهدته دومًا، رجل مواقف، شهم لا يخذل أصدقاءه.

 فمن الوفاء أن أقف اليوم معه كما وقف هو معي.

 

شارك المقال: