نعرض فيما يلي 12 صورة من بين أبرز الصور خلال عام 2025 وحتى الآن.
1. رهبان يتعبدون – تايلاند
صورة رهبان أثناء الصلاة تحت القبة الذهبية الهائلة لمعبد "وات فرا داماكايا" خلال احتفال "ماكا بوتشا" السنوي في فبراير/ شباط الماضي. إنه مشهد يخطف القلوب. عشرات الآلاف من الرهبان والمريدين، يحمل كثير منهم المصابيح، يجتمعون لإحياء أول تعاليم بوذا الكبرى. ذلك البريق القادم من دنيا الخيال يستحضر ملامح مخطوطة بورمية من القرن التاسع عشر تصوّر أول خطبة لبوذا في حديقة الغزلان، حيث يحيط به الرهبان والحيوانات في مشهد مهيب. كلا الصورتين تجسدان إخلاص جماعات تسعى للتكريم والتغيير.
2. موكب الماء – البندقية
تظهر الصورة جرذاً ضخماً مصنوعاً من الورق المعجون، ينفجر بالقصاصات الملونة وهو يبحر عبر القناة الكبرى خلال موكب الماء الذي يفتتح به مهرجان البندقية في فبراير/ شباط الماضي، في مشهد نابض بالألوان المتوهجة. هذا الجرذ، الذي تحوّل إلى بطل عرض بصري، إذ يتخيل الجميع أنه خرج من مجارير المدينة، مجسداً جانبها الكوميدي الخفي. وبينما تنشر هذه الانفجارات الورق الملون في كل مكان، يعكس مشهد هذا الجرذتبايناً صارخاً مع الغلالة المضيئة الأنيقة التي تغلف البندقية في عدد لا يحصى من اللوحات، مثل لوحة "مدخل القناة الكبرى" التي رسمها بول سينياك عام 1905 من مدرسة الانطباعية الجديدة. في كلا المشهدين، تذوب البندقية في فسيفساء من الضوء المتناثر.
3. قبر البابا فرنسيس – روما
تُظهر صورة التقطت في إبريل/ نيسان قبر البابا فرنسيس في روما – وهي المرة الأولى التي يُدفن فيها حبر أعظم خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن – وهناك وردة بيضاء واحدة موضوعة على شاهد القبر، في مشهد بالغ التأثير. وتبدو اللوحة الحجرية الصلبة وكأنها ترتجف تحت ضوء القبو العتيق. تنطوي الصورة على قدرٍ كبيرٍ من الحزن ذات المغزى تُذكّرنا بالأجواء التي رسمها جيه. إم. دبليو. تيرنر في عمله عام 1798 لضريح الكاردينال مورتون في كاتدرائية كانتربري. كما تظهر رسمة تيرنر بالقلم الرصاص وكأن بها ضوء شديد يتوهج تدريجياً كلما نظرنا إلى عمق اللوحة مع ظهور بتلات وردة واحدة في كل مرة ننظر فيها إليها. وكلا المشهدين يرى الحجر، مثل الموت، نافذاً، غير محسوم.
العالم ينعى البابا فرنسيس بعد وفاته عن عمر ناهز 88 عاماً
4. طفل مصاب بالهزال من فرط الجوع – غزة
سلسلة من الصور المفجعة لأطفال أصابهم الهزال من الجوع تحتضنهم أمهاتهم في مدينة غزة خلال شهر يوليو/ تموز الماضي، هزّت العالم بأسره. ووفقاً لخبراء مدعومين من الأمم المتحدة، فإن "أسوأ سيناريو محتمل" للمجاعة يتحقق حالياً في غزة. وعلى الرغم من كثرة الصور في تاريخ الفن التي تُظهر أمهات يواسين أطفالاً منكوبين – من لوحة "الطفل المريض" للفنان الهولندي غابرييل ميتسو عام 1665، إلى رسمة "المحرومون" لبابلو بيكاسو عام 1903 – فإن الصور الملتقطة في غزة لا تجد لها مثيلًا في الرسم أو النحت. فلا ابتكار بصري يجسّد المعاناة أو الشفقة، مهما بلغ صاحبه من موهبة أو مكانة، يمكنه أن يعبّر بحق عن حجم الألم الذي لا يُحتمل، كما توثّقه هذه الصور الحديثة.
كيف أدت سياسات إسرائيل إلى مجاعة في غزة؟
5. عامل مهاجر – شانديغار، الهند
تحمل الصورة، التي التقطت في إبريل/ نيسان، لعامل مهاجر يتوقف لشرب الماء أثناء حصاد القمح في أطراف مدينة شانديغار طابعاً رمزياً يصعب تجاهله. الكوب المرفوع والمنجل اللامع في يده، وسط وهج السنابل الذهبي، يستحضران صورة الحصاد المنفرد في لوحة "المحارب المخضرم في حقل جديد" التي رسمها وينسلو هومر عام 1865. في تلك اللوحة، يظهر جندي سابق من جيش الاتحاد وهو يلوح بمنجل وسط بحر من القمح، في سردية رمزية تعكس لحظة مواجهة وطنية بعد الحرب الأهلية الأمريكية. كلا المشهدين يضعان الشخصية بين الرمز والعمل، في حصاد لا يقتصر على القمح، بل يمتد ليشمل وعداً دائماً بالتجديد.
6. يد روبوت – بكين
تُظهر الصورة، التي التقطت خلال جولة صحفية في "عالم الروبوتات" في بكين في إبريل/ نيسان، شابة تمد يدها لتلامس أصبعاً آلياً ضخماً ينفرج ببطء. الإضاءة الدرامية وملابس الفتاة السوداء تتداخلان لتقليص حضورها البشري إلى ومضات من الجلد: ساعدان طافيان وشذرة من ملامح الوجه معلّقة في الظلام. للوهلة الأولى، قد يستحضر هذا التلامس القريب لوحة "خلق آدم" لمايكل أنجلو، أو ربما بشكل أدق، رسمة "إم. سي. إيشر" المحيّرة "أيدي ترسم أيدي" (1948). وفي عصر الذكاء الاصطناعي، بات من الصعوبة بمكان تمييز الخط الفاصل بين المبدع والعمل الإبداعي.
7. مركز عبور – بوغاندا
تنبض الصورة، التي التقطت في مايو/ أيار، للاجئة كونغولية تجلس على أرجوحة في مركز عبور قرب بوغاندا بفرح يتجاوز ما تشهده من مشاق. هطول المطر، هيكل المعدّات المهجورة المتآكل، والمقعد المكسور المتدلّي بجانبها. ومع أنها واحدة من أكثر من 70 ألف شخصاً عبروا إلى بوروندي منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن روحها تتحدى ظروفها القاسية. وعند مقارنة هذه الصورة بلوحة "الأرجوحة" الشهيرة التي رسمها الفنان الفرنسي جان أونوريه فراغونار عام 1767، يتلاشى الطابع الأرستقراطي المرح في العمل الفني، لتستعيد الأرجوحة معناها كرمز خالد للمرح والسلام الداخلي، المعلق خارج حدود الزمان والمكان.
8. زخات شهب – إنفرنِس، كاليفورنيا
تُظهر صورة التقطت، في الساعات الأولى من يوم السادس من مايو/ أيار، زخات شهب "إيتا أكواريد" وهي تشق السماء ليلاً فوق إنفرنِس بكاليفورنيا في مشهد ملهم متواضع. وسط ضباب درب التبانة المتلألئ، يبدو وهج القرية الصغيرة مجرد ومضة ضئيلة في دراما كونية هائلة. هذا التباين المؤثر بين المقاييس البشرية والسماوية يستحضر لوحة "الفرار إلى مصر" التي رسمها آدم ايلشايمر حوالي عام 1609، والمشهورة بدقتها الفلكية الرائدة. وفي لوحة ايلشايمر، تحتل العائلة المقدسة جزءاً ضئيلاً من المقدمة، بينما تنجذب العين إلى السماء المظلمة مترامية الأطراف. كلا الصورتين، رغم الفارق الزمني بينهما، تشهدان ليس فقط على تطور البصريات، بل على الدهشة التي لا تنطفئ.
9. عيون مغطاة بالزيت – لندن
في مايو/ أيار الماضي، وقفت ناشطة من مجموعة "فوسيل فري لندن" أمام مكاتب شركة شل للطاقة، وقد غطّت عينيها بمادة لزجة تشبه الزيت، في مشهد احتجاجي لافت. جاءت هذه الخطوة رداً على بيع شل لأصولها النفطية البرية في نيجيريا، وهو ما يرى فيه المحتجون محاولة من الشركة للتنصل من مسؤوليتها عن الحوادث في دلتا النيجر. من جهتها، تنفي الشركة ارتكاب أي مخالفات. وضعية العيون المعصوبة تستحضر لوحة "الأمل" الرمزية التي رسمها جورج فريدريك واتس عام 1886، حيث تجلس امرأة مغطاة العينين فوق كرة غامضة، تعزف على قيثارة حزينة.
10. سبّاح غطاس – سنغافورة
تُجسّد صورة التقطت للسبّاح الصيني تيانشن لان أثناء مشاركته في سباق التتابع بالمياه المفتوحة ضمن بطولة العالم للألعاب المائية في سنغافورة في 20 يوليو/ تموز لحظة توقف مذهلة وهو في منتصف القفزة من منصة زرقاء داكنة. التقاء درجات الأزرق – السماء والماء والمنصة – وتعلق جسد الرياضي في الهواء يستحضران جوانب متباينة من خيال الفنان الفرنسي إيف كلاين، الذي ابتكر عام 1957 درجة اللون المكثفة "الأزرق كلاين الدولي"، وتركيبه التصويري عام 1960 "القفزة في الفراغ"، الذي يوهم المشاهد بسقوط جسده من سطح مبنى في باريس نحو الشارع. كما في صورة سنغافورة، تتماهى فيها الجسد والهاوية في وحدة واحدة.
بطلة ركوب الأمواج لوسي كامبل تدعو إلى أن تكون رياضتها "أكثر استدامة"
ما الذي جناه أسترالي اصطحب معه أفعى لركوب الأمواج؟
11. طالبات الباليه – تيمبيسا، جنوب أفريقيا
تُظهر صورة التُقطت في يوليو/ تموز الماضي لطفلتين في الخامسة من العمر، فيلاساندي نغكوبو وياميهل غوابابا، وهما تتخذان وضعية أمام أكاديمية رقص في تيمبيسا بجنوب أفريقيا، مشهداً مؤثراً وعميقاً. التباين الحاد بين الأرض الجافة، والظل المنحوت، والفستانين الرقيقين، يستحضر الزوايا الجمالية الصارمة في مشاهد ديغا المتكررة لراقصات الباليه أثناء التمرين. كان ديغا يركّز النظر على ثقل الحركة في راقصاته، وغالباً ما كان يجرّد استوديوهات الرقص إلى مساحات من اللون الخالي، ما يضفي على لوحاته، كما في هذه الصورة خارج جوهانسبرغ، بعداً زمنياً خالداً.
12. إنقاذ خروف – باتراس، اليونان
وسط دخان كثيف يشبه الصوف، يتصاعد من حرائق الغابات التي ضربت مدينة باتراس اليونانية في أغسطس/ آب الماضي، يظهر رجل على دراجة نارية وهو ينقذ خروفاً يتشبث به بكل ما أوتي من قوة. هذه اللفتة تستحضر صور الراعي الصالح في سراديب الموتى الرومانية من القرنين الثاني والثالث، حيث يحمل المسيح حيواناً ضعيفاً على كتفيه. عبر العصور، يظل هذا الرمز المتكرر – سواء في اللوحات الجدارية أو الصور الفوتوغرافية – تأكيداً على الطابع الأسطوري الدائم للبطولة.