قتل شخصان في كييف بهجوم جوي روسي استهدف صباح الأربعاء العاصمة الأوكرانية، بحسب ما أعلن رئيس الإدارة العسكرية المحلية.
وقال تيمور تكاتشنكو في منشور على تطبيق "تيليغرام" إنّ واحداً على الأقل من هذين القتيلين سقط في حي دنيبروفسكي حيث أدّى الهجوم الروسي لاندلاع حريق في الطابقين الثامن والتاسع من بناية، في حين أعلن مسؤولون أوكرانيون آخرون أنّ طائرات مسيّرة روسية استهدفت العاصمة.
وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو، إن روسيا شنت هجوماً جوياً خلال الليل على كييف، حيث تحاول وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية صده.
وكتب كليتشكو في منشور على تطبيق "تيليغرام" مخاطباً السكان "ابقوا في الملاجئ!". وقال شهود إنهم سمعوا دوي انفجارات صادرة في ما يبدو عن وحدات الدفاع الجوي أثناء عملها، وفق "رويترز".
من جانبه، قال الجيش الأوكراني في وقت متأخر الثلاثاء، إنه استهدف مصنع كيماويات في منطقة بريانسك بجنوب روسيا وصفه بأنه بالغ الأهمية لمجهود موسكو الحربي، في هجوم شمل صواريخ "ستورم شادو" الفرنسية البريطانية التي تطلق من الجو.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان على تطبيق "تيليغرام" للتراسل "نُفذت ضربة صاروخية وجوية ضخمة بأسلحة شملت صواريخ ستورم شادو التي أطلقت من الجو واخترقت نظام الدفاع الجوي الروسي".
وأضافت، "نعكف على تقييم نتائج الضربة". ووصفت هيئة الأركان المصنع بأنه "منشأة رئيسة" تنتج البارود والمتفجرات ووقود الصواريخ. ولم يتسن التحقق من التقرير على نحو مستقل.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في منشور على "تيليغرام" مساء أمس الثلاثاء، إنه في غضون أربع ساعات دمرت وحدات الدفاع الجوي التابعة لها 57 طائرة أوكرانية مسيرة فوق منطقة بريانسك. ونادراً ما تعلن الوزارة عن أي أضرار ألحقتها أوكرانيا في الحرب.
وقال ألكسندر بوجوماز، حاكم منطقة بريانسك، في منشور على "تيليغرام"، إن أوكرانيا هاجمت المنطقة بطائرات مسيرة وصواريخ. وأضاف أنه لم يصب أحد في الهجوم ولم ترد أنباء عن أضرار مادية.
قمة ترمب - بوتين
من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء، إنه لا يريد أن يكون اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين مهدراً ولا يفضي إلى نتائج، وذلك رداً على سؤال عن سبب تأجيل قمتهما المزمع عقدها في المجر.
وفي حديثه إلى صحافيين في المكتب البيضاوي، قال ترمب إنه لم يتخذ قراراً بشأن الاجتماع، الذي كان الرئيس يريد عقده قريباً في بودابست.
وبات مصير القمة المزمعة بين الرئيسين معلقاً بعد أن ألقى رفض موسكو وقف إطلاق النار الفوري في أوكرانيا بظلاله على محاولات التفاوض.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"رويترز"، إنه "لا توجد خطط لعقد اجتماع بين ترمب وبوتين في المستقبل القريب"، وذلك بعد أن أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف "اتصالاً هاتفياً بناء" وتفضيلهما عدم عقد لقاء مباشر.
وأعلن ترمب الأسبوع الماضي، أنه سيلتقي بوتين قريباً في المجر في مسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا. لكن الرئيس الروسي لم يبد استعداداً للنظر في تقديم تنازلات. وطالبت موسكو أوكرانيا مراراً بالموافقة على التنازل عن مزيد من الأراضي قبل أي وقف لإطلاق النار.
"الوثيقة غير الرسمية"
قال مسؤولان أميركيان وشخصان مطلعان، إن موسكو أكدت شروطها الراسخة لاتفاق سلام في بيان خاص يعرف باسم "الوثيقة غير الرسمية" أرسلته إلى الولايات المتحدة في مطلع الأسبوع.
وأضاف أحد المسؤولين أن البيان أعاد التأكيد على مطلب روسيا بالسيطرة على منطقة دونباس الشرقية بالكامل، وهو موقف يتعارض فعلياً مع موقف ترمب الحالي المتمثل في تجميد خطوط المواجهة في مواقعها الحالية.
وتسيطر روسيا على كامل مقاطعة لوغانسك ونحو 75 في المئة من مقاطعة دونيتسك المجاورة، واللتين تشكلان معاً منطقة دونباس.
ودعا زعماء أوروبيون واشنطن أمس الثلاثاء، إلى التمسك بمطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا، على أن تكون خطوط المعركة الحالية أساساً لأي محادثات مستقبلية.
وعبر ترمب، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً ببوتين خلال الأسبوع الماضي والتقى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن أمله في عقد جلسة ثانية عالية المستوى مع الزعيم الروسي بعدما لم تسفر قمتهما في أغسطس (آب) في ألاسكا عن إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار.
لكن الجانبين أجلا اجتماعاً تحضيرياً بين روبيو ولافروف كان من المزمع عقده في بودابست غداً الخميس. وقال الكرملين إنه لم يجر تحديد موعد واضح بعد، مضيفاً أن هناك حاجة إلى "تحضير جدي" للقمة، وهو أمر ربما يستغرق وقتاً.
وأشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف "اسمعوا، لدينا تفاهم مع الرئيسين، لكن لا يمكننا تأجيل ما لم يحسم بعد. لم يضع الرئيس ترمب ولا الرئيس بوتين مواعيد محددة". ولدى سؤاله حول ما إذا كانت موسكو لديها تفاهم بشأن موعد محتمل للقمة، رد بيسكوف "لا، لا يوجد تفاهم".
"الروس أرادوا الكثير"
لم يتخلَ أي من الطرفين علناً عن خطط ترمب للقاء بوتين، ويبدو أن الجهود المبذولة لتنظيم قمة في المجر لا تزال جارية. ووجد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو في واشنطن الثلاثاء، حيث كتب على فيسبوك "لدينا أيام مهمة تنتظرنا".
ولكن اثنين من كبار الدبلوماسيين الأوروبيين قالا، إن تأجيل اجتماع روبيو ولافروف مؤشر إلى أن الأميركيين ربما يترددون في المضي قدماً في عقد قمة بين ترمب وبوتين ما لم تتنازل موسكو عن مطالبها.
وقال أحدهم، "أعتقد أن الروس أرادوا الكثير، وأصبح من الواضح للأميركيين أنه لن يكون هناك اتفاق لترمب في بودابست".
وذكر الدبلوماسي الثاني أن الروس "لم يغيروا موقفهم على الإطلاق، ولم يوافقوا على ‘البقاء في أماكنهم’... أفترض أن لافروف كرر الموقف المعهود نفسه، وكان روبيو كأنه يقول: ‘أراك لاحقاً’".
وعبر حلفاء أوكرانيا الأوروبيون عن قلقهم من أن يلتقي ترمب بوتين للمرة الثانية من دون الحصول على أي تنازلات جدية من الزعيم الروس.
وقال قادة قوى أوروبية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، في بيان إنهم "يدعمون بقوة موقف الرئيس ترمب القائل بوجوب وقف القتال فوراً، وأن يكون خط التماس الحالي نقطة الانطلاق للمفاوضات".
روته يتوجه إلى واشنطن للقاء ترمب
في الأثناء، يتوجه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الثلاثاء، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي، وفق ما أعلنت أوساطه.
وأفاد مسؤول في التحالف وكالة "الصحافة الفرنسية" بأن الرجلين سيتباحثان في "قضايا عدة تتعلق بدعم حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لإرساء سلام دائم".
ومن المقرر، أن تستمر زيارة روته إلى واشنطن حتى الأربعاء. ويقيم الأمين العام للحلف منذ زمن علاقات جيدة مع ترمب، سعياً في توظيفها للتأثير في ملفات شائكة على غرار الحرب في أوكرانيا.