خاص | النقار - تعز
تشهد سلطات محافظة تعز "الحوبان" التابعة لسلطة صنعاء خلافات حادة وسط حالة من انعدام الثقة بين مختلف السلطات، عقب الانشقاقات العسكرية الأخيرة، بعد إعلان العميد صلاح الصلاحي انضمامه إلى قوات الحكومة المعترف بها دولياً في مأرب، والشيخ عبده أحمد عوض الذي انضم إلى قوات العمالقة الجنوبية.
وقال مصدر عسكري يعمل في المنطقة العسكرية الرابعة لـ“النقار”، إن مديريات محافظة تعز الخاضعة لسلطة صنعاء تُدار عسكرياً أكثر مما تُدار من قبل السلطة المحلية، مشيراً إلى أن أي اختلال في الجانب العسكري سيؤدي إلى ارتباك كبير قد ينعكس بانقسامات داخل أوساط القيادات المدنية.
وكشف المصدر أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة وقيادات عسكرية واستخباراتية نافذة في المنطقة، هم من يتولون تعيين معظم مسؤولي السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في تعز، مضيفاً أنه حتى الأجهزة الأمنية في “الحوبان” غير مستقلة، وترتبط عملياً بالجانب العسكري أكثر من ارتباطها بالسلطة المحلية.
من جانبه، أفاد مصدر خاص – فضّل عدم ذكر اسمه أو موقعه لدواعٍ أمنية – أن تركيبة السلطة العسكرية في تعز غير منسجمة، مؤكدا لـ"النقار" أن الخلافات داخلها تتفاقم يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أن الانقسام واضح بين قائد المنطقة أبو نصر الشعف، وأركان حرب المنطقة حمود دهمش، وما بينهما من المشرفين العسكريين، إذ يقف خلف كل طرف مجموعة من المسؤولين المعيّنين في المكاتب التنفيذية على مستوى المحافظة والمديريات.
وأوضح المصدر أن هذه الخلافات تنعكس بشكل مباشر على أداء السلطات المحلية، وتؤدي أحياناً إلى صدامات بين المسؤولين، لافتاً إلى أن القائم بأعمال المحافظ أحمد أمين المساوي لا يملك صلاحيات كافية لإيقاف مديري بعض المكاتب التنفيذية الذين يمارسون الفساد بشكل علني، ويحظون بحماية من قيادات عسكرية نافذة.
وبيّن المصدر أن الانشقاقات الأخيرة جاءت نتيجة صراعات داخل القيادات العسكرية، رافقها إقصاء وتهميش لقيادات كانت قد استُميلت في وقت سابق للانضمام إلى الجماعة، مثل الصلاحي وعوض، اللذين شعرا لاحقاً بالتهميش والتهديد، ما دفعهما إلى الانشقاق.
وفي سياق متصل، قال مصدر في السلطة المحلية بـ“الحوبان” لـ“النقار”، إن الحملة التي يقودها البعض لتشكيل لجنة للتحقيق في الاختلالات والفساد بالمحافظة، هي محاولة من بعض القيادات العسكرية للتغطية على خلافاتها الداخلية وانعكاساتها على أداء الأجهزة التنفيذية، مشيراً إلى أن اللجنة تهدف إلى “ذر الرماد في العيون” وتقديم القائم بأعمال المحافظ المساوي كـ“كبش فداء”.
إلى ذلك، أفاد مصدر مطلع رفيع لـ“النقار” أن هناك قلقاً متزايداً لدى قيادات الجماعة في صنعاء من احتمال حدوث انشقاقات عسكرية جديدة في محافظة تعز، موضحاً أن نفوذ قائد المنطقة العسكرية الرابعة أبو نصر الشعف بات يشكل عائقاً أمام أي إصلاحات في “تعز – الحوبان”، في ظل تصاعد حالة التذمر داخل صفوف القيادات العسكرية التي تشعر بالتهميش والإقصاء، ومنها أركان حرب المنطقة حمود دهمش، الذي بات والمحسوبين عليه اشبه بالمحاصرين في ثكناتهم. متوقعا انه في حال استمر تغول الشعف والمشرفين العسكريين المحسوبين عليه، فإن قيادة الجماعة في صنعاء ستصحو ذات يوم على كارثة في تعز.