نقّارون

نايف القانص

لماذا تفشل الدولة الدينية؟
لأنها، في واقعنا، ليست دولة بالمعنى الحقيقي، بل منظومة من الطوائف المسلحة والمتناحرة، تتستر بالدين وتحمل أفكارًا متطرفة وهدّامة، تُقصي الآخر وتُلغيه.

لأنها لا تحكم بالعدل ولا تُنصِف الناس، بل تدّعي الحكم باسم الله لتكريس سلطة فئة واحدة تحت غطاء “الحق الإلهي”.

لأنها تنزع عنك مواطنتك إذا لم تؤمن بما تراه هي “الدين الصحيح”، وتصادر حقوقك، وتنهب مقدرات الشعب باسم التدين والولاء العقائدي.

لأنها لا تسعى إلى السلام والبناء، بل تبحث عن الحروب والصراعات، داخليًا وخارجيًا، تحت ذريعة “الجهاد” و”نصرة الدين”، بينما هي في الحقيقة تُديم القتل وتُغذّي الكراهية.

الدولة الدينية تفشل لأنها تُقدّم العقيدة على الإنسان، والانتماء الطائفي على الانتماء الوطني، والغيب على العقل، مما يجعلها عاجزة عن بناء دولة حديثة عادلة، تسودها المساواة، ويشعر فيها الجميع بالانتماء.