النقار - خاص
أفادت تقارير علمية صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة الأرصاد الجوية العالمية، أن ثقب الأوزون الذي تشكّل منذ أكثر من أربعة عقود فوق القارة القطبية الجنوبية، بدأ يتقلّص تدريجيًا، في مؤشر يُعدّ من أبرز النجاحات البيئية المشتركة في التاريخ الحديث.
طبقة الأوزون، التي تحيط بالغلاف الجوي وتعمل كدرع واقٍ من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، تعرّضت لتآكل خطير منذ منتصف القرن العشرين، بفعل انبعاثات مركّبات كيميائية تُعرف بالـCFCs (الكلوروفلوروكربونات) والهالونات. كانت هذه المواد تُستخدم بكثافة في الثلاجات، المكيفات، بخاخات الشعر، وأنواع متعددة من المواد الصناعية، دون أي اعتبار لعواقبها البيئية.
ما حدث كان تدميرًا بطيئًا لكن مؤكدًا: إذ ترتفع تلك المركّبات إلى طبقة الستراتوسفير، وتتفاعل مع أشعة الشمس، مطلقة ذرات كلور تدمر جزيئات الأوزون بمعدلات مرعبة؛ ذرة كلور واحدة قد تدمّر أكثر من 100 ألف جزيء أوزون.
ورغم التحذيرات المبكرة من بعض العلماء في السبعينيات، لم يتحرّك المجتمع الدولي فعليًا إلا بعد عام 1985، حين اكتشف علماء وجود ثقب فعلي في طبقة الأوزون فوق أنتاركتيكا. صدمة الاكتشاف دفعت إلى توقيع “بروتوكول مونتريال” عام 1987، وهو اتفاق دولي ألزمت فيه الدول نفسها بالتخلص التدريجي من تلك المواد.
اليوم، وبعد ما يقرب من 40 عامًا على ذلك الاتفاق، بدأت طبقة الأوزون تظهر علامات تعافٍ واضحة. ويتوقع العلماء أن يعود مستوى الأوزون إلى ما كان عليه قبل عام 1980 بحلول منتصف هذا القرن، إذا التزمت الدول بتعهداتها البيئية، ولم تُستبدل تلك المركّبات الضارة بأخرى أكثر فتكًا