• الساعة الآن 10:04 AM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

طائرة صنعاء الأخيرة.. بين قراءة اللحظة وشهوة الاستعراض

news-details

 

خاص - النقار  |

بعد قصف إسرائيل لمطار صنعاء وتدمير ثلاث طائرات مدنية، بقيت طائرة وحيدة. كان يمكن أن تُحمى، تُنقل، تُجمَّد مؤقتًا، لكنها وُضعت في الجو. الجماعة اختارت أن تُسيّرها، ليس لحاجة ملحّة بقدر ما هو لإثبات شيء: أن القرار ما يزال في يد “سلطة صنعاء”، لا في يد تل أبيب.

لكن الواقع لا يتزيّن بالشعارات. الطائرة أُسقطت، والمطار أُغلق، والمواطن بقي بلا مخرج. القرار الذي ظهر بمظهر “الصمود” أنهى آخر أمل حقيقي للناس بالسفر، وكشف عن عقلية ترى في الخسارة مادة دعائية، ما دامت تَخدم “الصورة”.

في ميزان العقل، كان المنطقي أن تُحمى هذه الطائرة، أو تُدار بحسابات دقيقة. لكن في منطق الجماعة، لا قيمة للطائرة إن لم تكن تُستخدم لصياغة انتصار وهمي. وهذا تحديدًا ما حدث: استُخدمت حتى احترقت، ثم رُفعت صورتها المحترقة كبطاقة دعائية أخرى.

ليست المرة الأولى التي تُغلب فيها المصلحة السياسية للجماعة على المصلحة الوطنية العامة. المواطن الذي كان ينتظر الطائرة ليغادر للعلاج أو العودة لأسرته، شاهدها تحترق على المدرج، ثم سمع أنها “استُشهدت في سبيل السيادة”.

النتيجة؟ طائرة محروقة، مطار مشلول، وصورة نصر لا تطعم جائعًا ولا تفتح نافذة. والسؤال باقٍ: هل تقرأ الجماعة اللحظة، أم تهرب منها بطلّةٍ استعراضية جديدة؟

شارك الخبر: