• الساعة الآن 07:25 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حوادث العنف تتوسع في قبائل الطوق بالتزامن مع تنامي شكوك الجماعة في ولائها

news-details

 

النقار  - خاص
تنامت ظاهرة العنف داخل قبائل طوق صنعاء بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، وسط غياب دور السلطات الامنية في الحد من النزاعات التي تحيي قضايا ثأر قديمة، وتخلق قضايا ثأر جديدة. 

ورغم ان سلطة جماعة أنصار الله بصنعاء شكلت لجنة مجتمعية لحل قضايا الثأر بين القبائل، غير أن هذه اللجنة خَفُت دورها، بعد نشاط ملحوظ خلال الخمس الاولى من حكم الجماعة، خاصة في قبائل الطوق، لكنه صار شبه متوقف خلال العامين الأخيرين. 

وأفاد "النقار" مصدر قبلي أن النزاعات القبلية لم تعد بين قبائل طوق صنعاء السبع، وإنما صارت تتعمق بين افخاذ القبيلة الواحدة، وتصل أحيانا إلى نزاعات بين الأسر داخل الفخذ الواحد، مرجعا ذلك إلى الوضع المعيشي المتدهور، ما يجعل البعض يعيد فتح قضايا قديمة لم تحسم بشكل نهائي، على أمل الحصول على عوائد مادية تعينهم في مواجهة الظروف المعيشية المتدهورة، معتبرا أن بعض تلك القضايا يتم اعادة فتحها بتحريض من نافذين في السلطة، وكثير منها تذهب نحو العنف، ما يخلق قضايا ثأر جديدة. 

وادى توجه سلطة الجماعة نحو إحلال مراكز نفوذ مشيخية محسوبة عليها، بدلا من مراكز النفوذ القديمة في قبائل الطوق، فضلا عن منح مشرفي الجماعة من أبناء القبائل سلطات داخل قبائلهم، ادى ذلك إلى عدم حل كثير من القضايا التي تنشب في المجتمعات القبيلة، نتيجة لعدم توفر الخبرة الكافية لحسم النزاعات، خاصة ما يتعلق بمنازعات الاراضي، وما يرتبط بها من أعباء طويلة، وفقا لمصدر قبلي وصف نفسه بالمتعاون مع لجنة حل قضايا الثأر في مديرية أرحب شرق صنعاء. 

والملاحظ خلال العامين الأخيرين تراجع نشاط مجلس التلاحم القبلي الذي يرأسه الشيخ ضيف الله رسام، حتى صار نشاطه شبه متوقف خلال السنة الأخيرة، بعد أن ظل منذ اجتياح الجماعة لصنعاء في 2014 همزة الوصل بين القبائل وقيادة الجماعة. 

ورأى مصدر مقرب من قيادة المجلس؛ أن دور المجلس تم اضعافه، وخصم ما يقارب النصف من الميزانية التي كانت  مخصصة له، منوها إلى ان تعيين رئيس المجلس نائبا لرئيس مجلس الشورى مطلع نوفمبر 2022 مثل البداية لتراجع دوره بين القبائل، بعد أن ساهم بدور محوري في عمليات التحشيد للجبهات خلال السنوات السابقة، والتعاون في حل كثير من قضايا الثأر القبلية. لكن مصدر أخر كان يعمل في سكرتارية المجلس أكد لـ"النقار" أن رئيس المجلس، ضيف الله رسام، لم يعد مرغوبا به من قبل بعض نافذي الجماعة، وصاروا يرون في نشاطه داخل قبائل الطوق تحديدا خطرا على مستقبل الجماعة.

وفي أواخر مايو الماضي؛ قال الشيخ سلطان السامعي في فعالية بمناسبة عيد الوحدة بصنعاء، أن مسؤولا اجتمع بما سماها جوقته الاعلامية في جامع الصالح، ومنعهم تغطية انشطة 15 مسؤولا في الاعلام الرسمي واعلام الجماعة، وفي مقدمتهم سلطان السامعي، وصالح هبرة، وضيف الله رسام.

ورأى مصدران قبليان أن الجموع القبلية غير المسبوقة التي حضرت لتشييع الشيخ ناجي جمعان في بني الحارث شمال العاصمة صنعاء، نهاية مايو الماضي، أثارت مخاوف قيادات الجماعة، ما جعل بعضها يتجه للعمل بآلية كانت معدة مسبقا لاشغال قبائل الطوق بمشاكلها، غير أن أحد المصدرين اتهم مشرفين عسكريين وأمنيين للجماعة ومشائخ جدد في خولان وبلاد الروس وسنحان وارحب بالوقوف وراء 14 حالة عنف مسلح حدثت خلال يونيو الماضي في القبائل الأربع، منها 5 حوادث ثأر في خولان، وحادثتين في بلاد الروس وارحب، وسبع أخرى ادت إلى اشتباكات استمرت بين يومين وثلاث في سنحان وخولان. 

وقال لـ"النقار" مصدر امني كان يعمل في وزارة الداخلية، وتم الاستغناء عنه قبل أقل من عام، أن 16 من مشرفي الجماعة الامنيين، عينوا في نوفمبر 2024 مدراء أمن مديريات في محافظة صنعاء ونظرا لعدم خبرتهم الأمنية وفهمهم للمهام الشرطية ساهموا في إذكاء كثير من الخلافات بين القبائل، من خلال اصرارهم على حل بعض القضايا وفق تصوراتهم التي تتحيز لبعض الأطراف، ما أدى إلى شعور بعضها بالجور، ولجوئهم للعنف، ويظهر ذلك جليا في مديريات بني مطر وبلاد الروس وخولان الطيال وجحانة، ومن أبرز تلك القضايا قضية الخلاف الأسري بين بيت عاطف في خولان، وقضية اخرى في بلاد الروس قتل فيها نهاية يونيو الماضي أحد الوسطاء واصيب اثنان اخران.

مخاوف الجماعة الأمنية وتوجسها من المجتمع بدأت واضحة في صنعاء من خلال التعميمات الصادرة عن وزارة الداخلية مؤخرا، والتي منعت بموجبها تواجد متعاطي القات في الشوارع والأحياء بعد الواحدة ليلا، وفرضت عقوبات على من يتم ضبطهم، وكذا منع قاعات الافراح من إقامة أي حفلات بعد العاشرة مساء، ما يعد بمثابة اعلان جزئي لحظر تجول ليلي، والذي قد يكون تمهيدا لاعلان حظر تجول كلي خلال ساعات الليل المتأخرة.

شارك الخبر: