• الساعة الآن 01:45 AM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الدولة التي تحب الكباب وتخاف الترند

news-details

 

النقار - خاص
يبدو فاروق الكندي، صاحب مطاعم الكندي للكباب في العاصمة صنعاء، محظوظا بما فيه الكفاية. فبعد ساعات فقط من إعلانه على فيسبوك بأنه مضطر لإغلاق مطاعمه الشهيرة لأسباب قال إنه يعتذر عن ذكرها، حتى تداعت إليه سلطة صنعاء بقضها وقضيضها: أمين عاصمة وأمين مجلس محلي ووزير اقتصاد ووزير أشغال وغرفة تجارية ومديرية سبعين ومصافية ومعين... وبتعبير فاروق الكندي "الدولة بكل أجهزتها سواء الأمنية أو المؤسسات المدنية... وعدت بالقيام بكل ما يلزم وتسهيل استمرارية العمل وتحقيق العدالة والنجاح". 
بحسب المعطيات، فإن هذا التداعي العظيم من قبل دولة صنعاء بكل أجهزتها الأمنية والمدنية لإنصاف الكندي سببه أحد أمرين: إما الكباب نفسه، وإما الضجة التي أحدثها إعلان الإغلاق وتحولها إلى ترند.
في كلتا الحالتين يبقى فاروق الكندي محظوظا، حيث "تم بحمد الله احتواء الموقف من الجهات المختصة... شرحت لهم تظلمي وقصتي واستمع الجميع إليها بكل ذوق وإيجابية ووعدوني بتقديم كافة التسهيلات القانونية اللازمة ووعدوني بإحالة الشخصين المتسببين بابتزازي ومضايقتي ومشاغلتي بكل الطرق ومن سنين، بل وتسببوا بإيقاف أعمالي وألحقوا بي خسائر فادحة دون أي وجه حق. تم طلب المتسببين إلى الجهات المختصة والتوجية بحل جذري ينهي مشاكلي والتعاون معي".
من حق فاروق الكندي أن يحسن الظن بأجهزة الدولة التي أنصفته خلال ساعات فقط من عرض شكواه. فرائحة الكباب المشوي تبقى لها خصوصيتها بطبيعة الحال، بحيث لا يمكن لأحد مقاومتها، بل لربما هي الشيء الوحيد الذي يتجاوز تحصينات الجماعة ويصل حتى إلى مكتب المشاط نفسه. وهذا أمر يمكن للمرء أن يستشفه من الزيادات التي تظهر في أجساد الأولياء المؤمنين، وأولهم المشاط الذي جاء إلى السلطة مجرد خيط، لكن الحمد لله أصبح لديه كرش وماجستير، بل وحتى شعر في رأسه. 
أما وفاروق الكندي يتمتع أيضا بميزة صناعة الترندات، إلى جانب ميزة صناعة الكباب، فهذا بالتأكيد هو الحظ السعيد بعينه. وأما بقية المظلومين الذي سُحقوا وضاعت مشاريعهم وأفلسوا ونكل بهم بفعل ما وصفها بالمضايقات ولم يلتفت إليهم أحد من مسؤولي تلك الدولة بأجهزتها المدنية والأمنية، والذين لا ترندات تتحدث عنهم ولا رائحة كباب تنبعث من محالهم، فهؤلاء لهم ألا ينتظروا إنصافا ولا استجابة من سلطة تأكل الكباب وتتابع الترندات.

شارك الخبر: