أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الخميس الالتزام بـ"سحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها ’حزب الله‘ لتسليمه إلى الجيش"، غداة اعتبار الأمين العام للحزب نعيم قاسم أن تسليم السلاح "يخدم" إسرائيل.وفي كلمة ألقاها داخل وزارة الدفاع لمناسبة عيد الجيش، جدد عون التزام لبنان بـ"بسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها كافة، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها ’حزب الله‘، وتسليمه إلى الجيش اللبناني"، داعياً الأطراف السياسية كافة إلى أن "نقتنص الفرصة التاريخية". وقال "ندفع من دون تردد، إلى تأكيد حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية". وأضاف أن لبنان سيسعى إلى للحصول على مليار دولار سنوياً لمدة 10 أعوام لدعم الجيش وقوات الأمن في البلاد.
وقف الدمار والانتحار
وقال الرئيس عون "علينا أن نوقف الموت على أرضنا وأن نوقف الدمار والانتحار، خصوصاً حين تصبح الحروب عبثية ومجانية ومستدامة لمصالح الآخرين، وذلك حفاظاً على كرامة شعبنا وأرضنا ودولتنا ووطننا".واعتبر أن "لا مؤسسة صمدت بوجه الفساد والضيق معاً كصمود الجيش، ولا مؤسسة حمت وحدة لبنان وضمنت أمنه مثل عناصر وضباط الجيش، فقد انهار اقتصاد كامل ولم تنهر المؤسسة العسكرية وزرع الأعداء عملاء بيننا ولم يجدوا فينا أي خائن".
وأكد عون أن "واجب الفرقاء السياسيين كافة اقتناص الفرصة التاريخية والدفع من دون تردد لتأكيد حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية دون سواها على كل الأراضي اللبنانية، اليوم قبل الغد، حتى نستعيد ثقة العالم بنا". وأضاف "من يحب جيشه يحب شعبه ووطنه، وللجيش فضل كبير علي، ودين أكبر أن أحافظ على هيبته وكرامته وقوته حفاظاً مني على سيادة لبنان وحدوده ووحدة شعبه وسلامة أراضيه من حروب لا نريدها واعتداءات نرفضها".
المفاوضات مع أميركا
وقال الرئيس اللبناني إن "المفاوضات التي باشرتها مع الجانب الأميركي، بالاتفاق الكامل مع رئيس الوزراء نواف سلام وبالتنسيق مع رئيس البرلمان نبيه بري، تهدف إلى احترام تنفيذ إعلان وقف النار والذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية السابقة". وأضاف "حرصي على حصرية السلاح نابع من حرصي على الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده وتحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها".
ودعا القوى السياسية إلى "مقاربة قضية حصر السلاح بكل مسؤولية كما عهدكم لبنان عند الاستحقاقات المهمة، فالمرحلة مصيرية ولا تحتمل استفزازات من أية جهة كانت أو مزايدة تضر ولا تنفع والخطر لن يطاول فئة دون أخرى".
الإصلاحات القضائية
وبالنسبة إلى السلك القضائي، قال إن "حكومة نواف سلام أعطت أولوية لإعادة بناء ثقة الناس بالقضاء وثقة القضاء بذاته، وشكلنا مجلس قضاء جديداً يشهد الجميع على مناقبية أعضائه وهيئة تفتيش قضائي جاهزة للمحاسبة، وسأوقع مرسوم التشكيلات القضائية فور ورودها". وأشار إلى أنه "بدأت تسقط محرمات وترفع حصانات وتلاحق وتسجن شخصيات متورطة في ملفات عدة بلا حماية من أحد وهذه بداية طريق المحاسبة الطويل، وحدهم القضاة مسؤولون عنه". وتابع قائلاً "القضاء مطلق اليدين لمكافحة الفساد والمحاسبة وإحقاق الحق وتكريس مبدأ المساواة أمام العدالة، وهذا مسار تصاعدي وغير كيدي يتطلب تراكم تجارب وإيماناً بالجسم القضائي وتفلتاً من الضغوط السياسية".
واعتبر عون أن "حقوق المودعين من أصعب الملفات، وأحالت الحكومة مشاريع قوانين عدة على مجلس النواب لضمانها ومنها رفع السرية المصرفية وهيكلة المصارف، وهي بصدد إعداد مشروع قانون لتحديد الفجوة المالية واستكمال التفاوض مع صندوق النقد وانطلاق النهوض الاقتصادي". وزاد أن "الحكومة مهتمة بملف الانتخابات النيابية المقبلة والدفع نحو إقرار التعديلات الضرورية على القانون الحالي وهو ما يدرس في المجلس النيابي مع تأكيد إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وحفظ حق اللبنانيين خارج وطنهم في الاقتراع. علينا اليوم أن نختار إما الانهيار أو الاستقرار وأنا اخترت العبور نحو مستقبل أفضل ولن نفرط بفرصة لإنقاذ لبنان ولن نتهاون مع من لا يعنيه إنقاذ ولا يهمه وطن".
مبادرة سعودية
وأبرز الرئيس الدور السعودي في تحسين العلاقة بين لبنان والسلطات الجديدة في سوريا، وقال "تلقينا مبادرة مشكورة من الأخوة السعوديين للمساعدة على تأمين استقرار الحدود بين لبنان وسوريا ونحن حريصون على بناء علاقات ممتازة مع الجارة سوريا لمصحة كلا البلدين. نستقوي جميعاً بوحدتنا ووفاقنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية لمواجهة أي عدوان كان، ونريد استعادة دولة هي خلاصة إرادتنا وتجسيد لميثاقنا وثمرة تضحياتنا وهي وحدها التي تحمينا".
ودعا عون الذي كان قائداً للجيش قبل تسلمه رئاسة الجمهورية العسكريين لأن يكونوا "على أهبة الاستعداد للدفاع عن لبنان". وأكد أنه لا ينتظر من المكونات السياسية في مجلسي النواب والوزراء إلا الاصطفاف خلف الجيش في مهمته التاريخية.
كلام قاسم
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قال خلال الذكرى السنوية الأولى للقائد العسكري في الحزب فؤاد شكر، "إننا لن نقبل أن يلحق لبنان بإسرائيل طالما فينا نفس حي، ولن نسمح لإسرائيل بهزيمتنا فسلاحنا لمقاومة إسرائيل لا للداخل اللبناني، ولن نقبل بتسليم السلاح لإسرائيل". وقال "مسألة السلاح هي شأن لبناني داخلي، وكل من يطالب اليوم بتسليم السلاح داخلياً أو خارجياً أو عربياً أو دولياً يخدم المشروع الإسرائيلي". وقال قاسم إن "المقاومة نشأت كرد فعل ضد الاحتلال الإسرائيلي وهي لا تصادر مسؤولية أحد، فالجيش والشعب مسؤولان ونحييهما على أعمالهما"، متابعاً أنه "كلما قويت هذه اﻷطراف الثلاثة، حققت إنجازات أفضل".
وقال "بالنسبة إلى ’حزب الله‘ مكسب لنا أن تقول الدولة إننا مسؤولون عن وقف إطلاق النار والاتفاق وحماية الجميع، ونحن ساعدنا الدولة على التنفيذ لكن إسرائيل لم تنفذ"، متابعاً أن "الاتفاق حصراً في جنوب الليطاني، والسلاح مسألة لبنانية".