• الساعة الآن 11:27 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

التوتر بين أرحب وحاشد.. فتنة قبلية بإشراف الدولة

news-details

 

النقار - خاص
تنذر قضية مقتل الشيخ القبلي حميد بن منصور ردمان بمواجهات قبلية بين قبيلتي أرحب وعُذَر، المتمركزتين شمالي العاصمة صنعاء.

وقُتل الشيخ حميد ردمان، السبت 26 يوليو 2025، برصاص حمير صالح رطاس المُكنّى بـ"أبو عُذَر فليتة"، وهو قيادي أمني في جماعة أنصار الله بمحافظة عمران، على ذمة خلاف مالي نشب بينهما.

وأفاد "النقار" مصدرٌ قبلي أن أبا عُذَر فليتة، متزوجٌ من ابنة الشيخ حميد ردمان، وقام بإخفاء زوجته للضغط على أسرة ردمان، التي تُعد من أكبر الأسر المشيخية في قبيلة أرحب، لعدم السير في إجراءات التقاضي من ناحية، ومن ناحية أخرى لحل القضية قبليًّا.

وأكد مصدر قبليًا في مخيم اعتصام قبائل أرحب أمام المجمع الحكومي بمدينة عمران، مشاهدته لـ"أبي عُذَر فليتة" الأربعاء الماضي وهو خارج من إدارة أمن محافظة عمران، بحراسة أربعة أطقم، معتبرًا أن ذلك استفز المعتصمين، وجعلهم يرون أن السلطة هي من تحمي القاتل.

وأبو عُذَر فليتة يدير قسم شرطة منطقة الحائط بمديرية عيّال سريح بمحافظة عمران. وتقول مصادر أهلية إنه يتعامل مع المواطنين بأسلوب قمعي، ويرفض التعاون مع النيابة، مؤكدين لـ"النقار" أن لديه سجنًا يحتجز فيه العشرات من المواطنين، وأنه يتدخل في مختلف القضايا، ويفرض مبالغ مالية طائلة على المتخاصمين، ومن يرفض الدفع يُزج به في السجن، الواقع في مبنى قديم ومتهالك بمنطقة الحائط.

ورأى مصدرٌ مقرّب من شيخ قبلي رفيع في قبائل حاشد أن قضية مقتل الشيخ حميد ردمان هدفها أبعد من قضية القتل وخطف ابنة القتيل، مؤكدًا أن الهدف هو إشعال حرب بين قبيلة أرحب، أبرز قبائل بكيل، وقبيلة عُذَر التي تُعد واحدة من أهم قبائل حاشد، معتبرًا أن إشعال الفتيل بين القبيلتين سيؤدي إلى حرب أوسع بين قبائل حاشد وبكيل.

ووصف المصدر ما يحصل بأنه مخطط خبيث تديره جهات داخل سلطة صنعاء، ويستهدف قبائل الطوق، بهدف تفتيتها وإشغالها بصراعاتها، لافتًا إلى أن تغلغل مشرفي الجماعة داخل القبائل يُسهم في تصعيد الصراع، داعيًا مشايخ قبيلة عُذَر إلى عدم حماية أبي عُذَر فليتة، والضغط عليه لتسليم المختطفة وتسليم نفسه للقضاء، وفي الوقت نفسه دعا مشايخ أرحب إلى التعقّل، وعدم الانجرار وراء حماس صغار المشايخ المرتبطين بالجماعة.

ويدور الخلاف بين قبيلتي أرحب وعُذَر، حول عدم تجاوب الأخيرة في تسليم المختطفة، ابنة الشيخ حميد ردمان، وتوفيرها الحماية للمُختطِف أبي عُذَر فليتة، وعدم تقديمها ما يُعرف في العرف القبلي بـ"بنادق النقاء"، والتي تُقدَّم عادة في حال ارتكب أحد أفراد القبيلة فعلاً مخالفًا للعرف، دون علم القبيلة أو دون رضاها، وفقًا لمصادر قبلية في أرحب.

ويقول مصدر قبلي من حاشد لـ"النقار" إن الجماعة اخترقت قبيلة عُذَر، وصار كثير من أبنائها مشرفين أمنيين وعسكريين، وأصبح لديهم نفوذ في القبيلة، خاصةً وأن أغلب هؤلاء المشرفين من أبناء المشايخ. لافتًا إلى أن ذات الأمر ينطبق على قبيلة أرحب، معتبرًا أن هذا الاختراق أضعف قرار مشايخ القبيلتين، وهو ما قد يدفعهما نحو التصادم.

وأكدت لـ"النقار" مصادر في قبائل خارف أن احتكاكًا كاد أن يؤدي إلى انفجار الحرب بين أرحب وخارف، بعد تحرك مجاميع قبلية من أرحب إلى الحدود القبلية مع قبائل حاشد باتجاه خارف، مشيرةً إلى أن الشيخ كهلان أبو شوارب تدخّل في اللحظات الأخيرة لنزع فتيل التوتر، وأمر قبائل خارف بالانسحاب.

بالنظر إلى تعقيدات المشهد، يبرز التوتر بين أرحب وعُذَر كمؤشر خطير على هشاشة التوازن القبلي في محيط العاصمة، في ظل اتهامات متصاعدة لسلطة صنعاء بالتقاعس، وربما التواطؤ، في احتواء الأزمة. ومع بقاء القضية دون حل واضح، واستمرار غياب المعالجات القضائية والقبلية، تبقى احتمالات التصعيد قائمة، ما يفرض على قيادات القبيلتين، والمكونات الفاعلة، تحمل مسؤولياتها في تهدئة الموقف، والحيلولة دون انزلاقه إلى صراع مفتوح قد تتجاوز تبعاته الإطار المحلي، ليهدد الاستقرار الهش في المنطقة برمتها.

شارك الخبر: