خاص-النقار
المنشورات الأخيرة للقيادي في جماعة أنصار الله (الحوثيين) محمد البخيتي والتي عنونها بـ"مكاشفات" أثارت جدلا واسعا عند سياسيين وناشطين داخل الجماعة وخارجها.
البعض رأى في مكاشفات البخيتي تطبيعا للانفصال واكتفاء الجماعة بما تحت يديها من المحافظات، بحيث لم يعد يعنيها أمر الوحدة.
فطالما أن "الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا"، وطالما أن "ما يعيب خيار الحسم العسكري في اليمن كلفته الباهظة، لاسيما في ظل الظروف الراهنة"، فإن الخيار الأنسب هو إبقاء الوضع على ما هو عليه. وبحسب تعبير البخيتي "الخيار الأنسب هو في تسلح الشعب اليمني بالوعي....."، حيث "حرب التحرير مسؤولية الجميع للحيلولة دون تمكن العدو من تحويرها لحرب داخلية ونحن سنكمل المهمة".
وعبارة (ونحن سنكمل المهمة) تجعل الجماعة خارج دائرة الشعب ولا علاقة لها به، وإلا ما معنى أن يختتم بها البخيتي مكاشفته الأولى؟
المكاشفة الثانية هي الأخرى جاءت على هذا الشكل: "أيًّا يكن شكل الدولة، سواء كانت مركزية أم اتحادية، وأيًّا يكن نظامها، جمهوريًا أم ملكيًا، فإنها تبقى دولة ما دامت تتوافر فيها ثلاثة مقوّمات أساسية: شعب تجمعه هوية وطنية مشتركة، وحيز جغرافي ذو سيادة، وحكومة مستنده لشرعية داخلية تمتلك السلطة والقدرة على اتخاذ القرار".
وهنا يريد البخيتي أن يقول للشعب اليمني: ما معاكم الا الحاصل، هنا أو هناك. أما مسألة وطن واحد فانسوها من عقولكم تماما، لأن كل طرف غير مستعد للدخول في أي حل سياسي.
ولم ينس أن يختتم مكاشفته الثانية بـ:"وهنا يبرز السؤال الجوهري لكل مواطن يمني: أين تريد أن تكون؟ ننتظر منك الإجابة".
بصرف النظر عما تضمنته المكاشفتان فإن توجيه السهام نحو شخص البخيتي من قبل أكثر الناشطين يجعل منه رأيا خاصا بالرجل ولا يعبر بالضرورة عن توجه الجماعة وسلطتها في صنعاء. لكن المعطيات تقول إن البخيتي لا يمكن أن يكون بهذه الجرأة الوقحة لو لم يكن ما طرحه توجها عاما من قبل الجماعة وليست وجهة نظر خاصة به ولا حدثا فرديا كما يحدث لسلطة صنعاء أن تقول عن كوارثها بين الحين والآخر.