• الساعة الآن 06:30 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

"الدعم السريع" يعلن السيطرة على مقر الجيش في الفاشر

news-details

قالت قوات الدعم السريع في السودان اليوم الأحد إنها سيطرت على مقر قيادة الجيش في الفاشر، آخر مدينة يحتفظ بالسيطرة عليها في إقليم دارفور.

ولم يصدر الجيش بيانا بعد حول الوضع الحالي.

وحاصرت قوات الدعم السريع المدينة على مدار الـ18 شهرا الماضية، حيث تقاتل الجيش وحلفاء له من المتمردين السابقين والمقاتلين المحليين. واستهدفت أيضا المدنيين بهجمات متكررة بالطائرات المسيرة والمدفعية، بينما أدى الحصار إلى انتشار المجاعة في أنحاء المدينة التي لا يزال يقطنها 250 ألف نسمة.

وستكون السيطرة على الفاشر، وهي عاصمة ولاية شمال دارفور، انتصارا سياسيا مهما لقوات الدعم السريع وقد تُعجّل بتقسيم البلاد عبر تمكين القوة شبه العسكرية من تعزيز سيطرتها على إقليم دارفور مترامي الأطراف، الذي اتخذته قاعدة لحكومة موازية شكلتها في صيف هذا العام.

ولطالما حذّر النشطاء من أن استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة سيؤدي أيضا إلى هجمات عرقية، كما حدث عند سيطرتها على مخيم زمزم جنوباً.

وقالت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إنها تسهّل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من المدينة، لكن أولئك الذين غادروا الفاشر أبلغوا عن عمليات سطو واعتداءات جنسية وقتل على يد جنود قوات الدعم السريع على الطريق.

وكان محورا دارفور وكردفان شهدا تصعيداً جديداً في المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، فبينما تمكن الجيش والقوة المشتركة، أمس السبت، من صد هجوم جديد متعدد المحاور شنته الميليشيات على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، نجحت الأخيرة في استرداد السيطرة على مدينة (بارا) الاستراتيجية بشمال كردفان من قبضة الجيش الذي كان قد استعادها في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي، عقب معارك عنيفة استمرت أسابيع.

قصف وهجوم

أعلنت قيادة الفرقة السادسة مشاة، أنها تمكنت بالتنسيق مع القوات المشتركة، والشرطة، وجهاز الاستخبارات العامة، والمقاومة الشعبية، والمستنفرين، وشباب الإسناد من صد هجوم كبير وعنيف من موجتين شنته الميليشيات الإرهابية على مدينة الفاشر من خمسة محاور، الشرقي، الشمالي الشرقي، الشمالي، والغربي (سوبركام)، مستخدمة المشاة والمركبات القتالية والمدرعات والمصفحات، سبقه قصف مكثف بالمدافع الثقيلة والأسلحة الخفيفة عم أرجاء المدينة وشوارعها.

أكد بيان للفرقة، صد الهجوم الذي يحمل الرقم (267) وتدمير عربتي صرصر، و12 عربة مصفحة، و25 مركبة قتالية، والاستيلاء على مركبات قتالية أخرى وكميات من الأسلحة والذخائر، ومقتل وإصابة أعداد كبيرة من المهاجمين.

أشار البيان، إلى أن الموجة الثانية من الهجوم بدأت في الساعة العاشرة صباحاً، من المحور الغربي باتجاه خزان قولو، إلا أنه تم التصدي بقوة وحزم أيضاً.

وأوضحت مصادر ميدانية، أن قوات الجيش وحلفاءه واجهوا الهجوم بمقاومة شرسة استخدموا خلالها المسيرات والمدفعية والطيران الحربي.

ومنذ أشهر تتصاعد حدة المواجهات بالفاشر في ظل تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان نتيجة النقص في الغذاء والدواء ومياه الشرب، خصوصاً بعد عجز المطابخ الخيرية عن تقديم وجبات للنازحين في مراكز الإيواء والسكان داخل الأحياء منذ نحو أسبوع.

صرخة جوع

حذرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر من تفاقم أزمة الجوع في المدينة التي وصلت حد المأساة، مطلقة صرخة إلى الجهات المحلية والدولية، بأن "الجوع يقتل شعبنا رويداً رويداً، وسنكتفي بهذه النداءات المتكررة ونشاهد معكم موتنا".

ومع اشتداد وتيرة الاشتباكات استمرت موجة الفرار والنزوح من المدينة نحو منطقة طويلة في ظروف إنسانية صعبة وعبر طرق وعرة وخطرة.

وأكدت منظمة الهجرة الدولية، نزوح نحو 1510 أشخاص من الفاشر خلال الفترة من 15 إلى 19 من الشهر الجاري، نتيجة تصاعد وتيرة القتال واستمرار المعارك في المدينة ومحيطها، مناشدة المنظمات الإنسانية الدولية التحرك العاجل لتقديم الدعم والمساعدة للنازحين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

تكرار واقتراب

وكانت قوات "الدعم السريع" قد وسعت نطاق هجماتها على مدينة الفاشر خلال الأسابيع الأخيرة، وباتت تعتمد الهجوم الشامل من كافة الاتجاهات والمحاور، مستخدمة أرتالاً كبيرة من المصفحات والمدرعات والطائرات المسيرة والمشاة، بينما ظل الجيش يتصدى لتلك الهجمات التي اقتربت من محيط مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة بالمدينة.

في المحور نفسه أكدت مصادر عسكرية، مواصلة مسيرات الجيش قصفها مجدداً لأهداف تتبع لـ"الدعم السريع" في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور ومقر حكومة "تأسيس" الموازية. وأشارت المصادر إلى نجاح المسيرات، أمس السبت، في تدمير طائرة شحن عملاق كانت محملة بالمؤن والإمدادات العسكرية والقوات.

سقوط بارا

في محور كردفان أعلنت قوات "الدعم السريع" استعادتها، أمس السبت، مدينة بارا الاستراتيجية بشمال كردفان. وقالت في بيان، إن قواتها تمكنت عقب معارك حاسمة وهجوم كاسح من عدة محاور ضد الجيش وحلفائه.

وأضاف البيان، أن تحرير مدينة بارا يمثل خطوة مهمة نحو استكمال السيطرة على بقية المناطق الحيوية في إقليم كردفان.

 

وأوضحت مصادر ميدانية، أن الجيش تصدى لثلاث موجات هجومية على المدينة وسط اشتباكات عنيفة دمر خلالها عدداً كبيراً من سيارات الميليشيات التي هاجمت المدينة، قبل أن يقرر الانسحاب والتراجع نحو مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان المجاورة.

وفيما لم يصدر تعليق أو بيان رسمي من الجيش على سقوط (بارا) مجدداً في قبضة "الدعم السريع"، باشر الطيران الحربي للجيش شن غـارات جوية عنيـفة استهدفت تجمعات الميليشيات في محيط المدينة.

قلق وخوف

تعد بارا مدينة استراتيجية في حسابات المواجهات بمحور كردفان، حيث تتوسط طريق الصادرات الغربي الرابط بين العاصمة الخرطوم وإقليمي كردفان ودارفور، وكان الجيش السوداني قد استعادها في سبتمبر (أيلول) الماضي، واتخذها ضمن قواعد عملياته العسكرية في كردفان.

ويعيش سكان مدينة بارا الذين كان معظمهم قد عاد إليها ضمن مشروع للعودة الطوعية عقب استعادتها بواسطة الجيش، حالاً من القلق والخوف والتوجس من عمليات انتقامية وانتهاكات قد تطالهم عقب إعادة "الدعم السريع" السيطرة عليها مرة أخرى.

وكانت العمليات العسكرية المتواصلة في شمال كردفان قد تسببت في نزوح واسع لآلاف الأسر من سكان قرى وأرياف الولاية نحو العاصمة الأبيض ومدن أخرى في النيل الأبيض وجنوب كردفان، في أوضاع إنسانية متردية.

مسيرات في كنانة

في الأثناء هاجم سرب من مسيرات "الدعم السريع"، أمس السبت، قاعدة كنانة الجوية بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، بعد توقف دام لأشهر.

وقالت مصادر عسكرية، إن قوات "الدعم السريع" استهدفت القاعدة بنحو خمس طائرات مسيرة، غير أن الدفاعات الجوية للجيش أسقطتها جميعاً قبل بلوغها أهدافها.

وفي وقت سابق استهدفت المسيرات "الدعم السريع" هذه مرات عدة، خلال فترة سيطرتها على ولاية الجزيرة وأجزاء واسعة من سنار والخرطوم.

وتبعد قاعدة كنانة الجوية نحو 250 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم، ونحو 20 كيلومتراً من مدينة ربك عاصمة النيل الأبيض.

ومنذ خمسة أيام مضت تواصل قوات "الدعم السريع"، شن هجمات متواصلة بالطائرات المسيرة على العاصمة الخرطوم وولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية خصوصاً في محطات الكهرباء التي خرجت عديد منها عن الخدمة ومفاقمة أزمة مياه الشرب تبعاً لذلك.

البرهان والقوى السياسية

سياسياً عقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان اجتماعاً مع القوى السياسية بمدينة بورتسودان، بمشاركة كل من عضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي ورئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، إلى جانب رؤساء الكتل السياسية.

وأشارت مصادر سياسية، إلى أن البرهان طمأن القوى السياسية في شأن محادثات واشنطن بين الحكومة السودانية والإدارة الأميركية، مؤكداً حرص السودان على حماية مصالحه الوطنية من دون أي تدخلات خارجية.

وفق المصادر، تناول الاجتماع عدداً من القضايا السياسية المرتبطة بملف السلام في البلاد، بما فيها جهود الرباعية الدولية لوقف الحرب، والقضايا ذات الصلة بالأمن والسيادة الوطنية.

اتفاق الرباعية

دولياً أعلنت الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومصر والإمارات العربية)، عن اتفاق لتشكيل لجنة عمليات مشتركة، بهدف تعزيز التنسيق والعمل على الأولويات العاجلة التي تفرضها الأوضاع الإنسانية والسياسية في السودان، وذلك ضمن جهود المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة المستمرة في البلاد.

وبحسب تغريدة لكبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس، فإن الولايات المتحدة وشركاءها في الرباعية متحدون في التزامهم بدعم الشعب السوداني وتخفيف معاناته، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تولي الملف الإنساني والأمني في السودان أهمية قصوى.

 

أشار بولس إلى أن الرئيس دونالد ترمب، يسعى إلى إحلال السلام والاستقرار في السودان، ويدعم أي مساع تفضي إلى وقف الحرب وعودة مؤسسات الدولة للقيام بواجباتها.

وينتظر أن تشرع اللجنة المشتركة في وضع خطط تنفيذية عاجلة تشمل الجوانب الإنسانية والأمنية، بالتنسيق مع الأطراف السودانية والإقليمية والدولية ذات الصلة، بما يمهد لاستعادة الحياة الطبيعية وتأمين وصول المساعدات للمحتاجين.

أوضح بولس أن أعضاء الرباعية جددوا التزامهم بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر، واتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة لـ"تعزيز التنسيق في شأن الأولويات العاجلة".

تعثر وتمسك

وتأتي اجتماعات الرباعية لوقف الحرب في السودان، تزامناً مع أنباء عن مفاوضات غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في واشنطن، في وقت نفى فيه مجلس السيادة الانتقالي بالسودان وجود أي نوع من المفاوضات مع "الدعم السريع"، كما لم تصدر الأخيرة، أي تعليق في شأن المفاوضات التي راج أنها تتم في العاصمة الأميركية واشنطن.

غير أن مصادر دبلوماسية، أشارت إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين محاطة بتكتم بالغ، لكنها تبدو متعثرة بسبب تمسك الجيش مبدئياً بعدم الجلوس إلى الطرف الثاني وعدم اعترافه بوجوده من الأساس، في وقت وافق وفد "الدعم السريع" على الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية، مع تمسكه بفصل مفاوضات المسار العسكري عن السياسي.

التجويع والصمت

إلى ذلك استعرض مندوب السودان الدائم بجنيف السفير حسن حامد، أمس، مع المنسق المقيم للأمم المتحدة بالسودان دينيس براون، التدهور المريع الذي وصلت إليه الأوضاع الإنسانية في الفاشر.

جدد حامد، استنكار السودان صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الميليشيات وعجزه عن التحرك تجاه ما يجري من تجويع المدنيين في الفاشر بولاية شمال دارفور، ومدينتي الدلنج وكادوقلي بولاية جنوب كردفان. 

من جانبها، أعربت براون عن تقديرها للجهود التي تبذلها الحكومة من أجل تسريع إيصال المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى الاجتماعات البناءة التي عقدتها مع كبار المسؤولين في هذا الخصوص.

إدانة ومسؤولية

إثر الوفاة المفاجئة للزعيم الأهلي عبدالقادر منعم منصور، ناظر عموم قبائل دار حمر، متأثراً بوعكة صحية بمدينة النهود التي تسيطر عليها "الدعم السريع" منذ أشهر، بغرب كرفان، حملت الحكومة السودانية "ميليشيات آل دقلو الإرهابية"، المسؤولية الكاملة عن موته بسبب تقييد حركته ومنعه من السفر للعلاج خارج البلاد مع عدم توفير الرعاية الصحية اللازمة له.

ودان بيان للحكومة، ما قامت به الميليشيات وعدته انتهاكاً للحق في الحياة والصحة، قد يرقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية، ضمن نهجها في استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية الذي يمثل تصعيداً خطراً واعتداء سافراً يهدد أمن وسلامة المواطنين.

أكدت البيان، أن استهداف رجالات الإدارة الأهلية من النظار والعمد الذين قتلوا في مناطق متعددة من ولايتي كردفان ودارفور يمثل عملاً عدائياً وجريمة حرب مكتملة الأركان.

وكان مجلس السيادة الانتقالي قد نعى الزعيم الأهلي منصور، كما نعاه أيضاً ما يسمى المجلس الرئاسي التابع لتحالف "تأسيس" بقيادة "الدعم السريع".

شارك الخبر: